رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 20 نوفمبر 2025 2:38 م توقيت القاهرة

الإحساس بالإيثار وحب الآخرين

بقلم / محمـــد الدكـــروري 
الحمد لله المتوحد بالعظمة والجلال، المتعالي عن الأشباه والأمثال، أحمده سبحانه وأشكره، من علينا بواسع الفضل وجزيل النوال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ومصطفاه من خلقه، كتب الفلاح لمن إتبعه وإحتكم إلى شرعه، ففاز في الحال والمآل صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد اعلموا أن من أهم الأخلاق والصفات التي ينبغي لمعلم التربية الإسلامية أن يتصف بها هو استشعار بالمسئولية، فالشعور بالمسئولية يؤدي إلى الإحساس بالإيثار وحب الآخرين، ولذلك عليه أن ينطلق بكليته في مراقبة وملاحظة الطالب، وفي توجهيه وتعويده وتأديبه، فالمعلم يجب عليه أن ينهض بهذه المسئولية على أكمل وجه، واضعا نصب عينيه غضب الله تعالى عليه إذا هو فرط.

لأن المسؤولية يوم العرض الأكبر ثقيلة والمحاسبة عسيرة والهول عظيم، وإذا أهمل المعلم واجبه ووجه طلاب نحو الإنحراف، والمبادئ الهدامة والسلوك السيئ شقي الطلاب وشقي المعلم وكان الوزر في عنقه وأنه مسئول أمام الله تعالى فالمعلم راع في مدرسته وهو مسئول عن رعيته، وكما أن من أهم الأخلاق والصفات التي ينبغي لمعلم التربية الإسلامية أن يتصف بها هو الرحمة، فالرحمة بين الطلاب في المجال التربوي تعتبر من الصفات التي ينبغي لمعلم التربية الإسلامية أن يتصف بها فعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال، قال رسول صلى الله عليه وسلم "لايرحم الله من لايرحم الناس " رواه البخاري، وكما أن من أهم الأخلاق والصفات التي ينبغي لمعلم التربية الإسلامية أن يتصف بها هو حسن المظهر وأن يكون حسن الهيئة من غير تكلف وأن يبتعد عن مظاهر الشهرة. 

وكما أن من أهم الأخلاق والصفات التي ينبغي لمعلم التربية الإسلامية أن يتصف بها هو التقوى، وهو أن يتقي الله بفعل ما أمر وإجتناب ما نهى الله عنه وزجر ممتثلا في قوله تعالي " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته " متحريا ذلك أشد التحري وإنه إذا لم يكن المعلم متسلحا بالتقوى وملتزما في سلوكه ومعاملته منهج الإسلام، فإن الطالب يحس بالتناقض في داخله مما يدفعه إلى الإنحراف عن الطريق القويم، فهو يتقي الله ويلتزم بإنهاء المنهج، وهو يتقي الله تعالي ولا يظلم طالب ويحابي آخر لمعرفة أو ود أو واسطة، وهو يتقى الله عز وجل ولا يعامل الطلاب بناء على مظهرهم أو قبيلتهم ولكن بناء دينهم والتزامهم وإجتهادهم، وهو يتقي الله فلا يغش فيبيع الأسئلة ويضع الدرجات وهكذا تضيع هيبة العلم وأنه يقوم بمهمة الأنبياء والرسل، فكيف يحل لنفسه أن يبيع دينه من أجل عرض من الدنيا. 

وكما أن من أهم الأخلاق والصفات التي ينبغي لمعلم التربية الإسلامية أن يتصف بها هو عدم الإستعجال، حيث أن عدم إستعجال ثمرة جهدك وجهادك وتعليمك ودعوتك، فما أنت إلا مجرد زارع يغرس الزرع ويبذر البذر ويفعل السبب، فلا تتوقع أن يثمر جهدك في كل من هم حولك فقد لا يخرج من مائة علمتهم ودعوتهم عشرة بل واحد، فاللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الفقر والغنى، ونسألك نعيما لا ينفد، ونسألك قرة عين لا تنقطع، ونسألك الرضا بعد القضاء، ونسألك برد العيش بعد الموت، ونسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
11 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.