رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 3 أكتوبر 2025 11:42 م توقيت القاهرة

التعليم والإعتزاز بالوطن

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله المتفرد بالعظمة والجلال، المتفضل على خلقه بجزيل النوال، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وهو الكبير المتعال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الداعي إلى الحق، والمنقذ بإذن ربه من الضلال، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل، ثم أما بعد مهما كانت المسافات بعيدة، فإنه يستطيع الإنسان أن يكون معتزا بوطنه وفخورا بإنتمائه إليه حتى وهو في الغربة لأن حب الوطن في القلب دوما ومصدر إعتزاز، فإن الإعتزاز بالوطن يعني الإعتزاز بأبنائه وتقدير جهودهم وتقديم الدعم لهم في جميع المجالات كي يبدعوا، وكلما كان الإعتزاز بهم تطور الوطن وحلق أكثر، وكما أن الإعتزاز بالوطن يجعل الإنسان يبذل كل ما يستطيع لأجله. 

ويسعى لأن يكون وطنه في طليعة الدول المتقدمة، لهذا لا بد من تعزيز هذا الشعور في قلوب الجميع، ويكون الإنسان معتزا بوطنه إذا كان أغلى عليه من الجميع، فالوطن لا يمكن المساومة عليه أو الإستهانة بحقه، لأنه مصدر للفخر والإعتزاز، وإن ذلك كله لا يأتي إلا بتعلم، ولقد كان من شمائل النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه العظيمة هو رعايته صلى الله عليه وسلم الفروق الفردية في المتعلمين وكان صلى الله عليه وسلم شديد المراعاة للفروق الفردية بين المتعلمين من المخاطبين والسائلين، فكان يخاطب كل واحد بقدر فهمه وبما يلائم منزلته وكان يحافظ علي  قلوب المبتدئين، فكان لا يعلمهم ما يعلم المنتهين، وكان يجيب كل سائل عن سؤاله بما يهمه ويناسب حاله، وكما أن من شمائل النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه العظيمة. 

هو تعليمه صلى الله عليه وسلم بالحوار والمساءلة، وكان من أبرز أساليبه صلى الله عليه وسلم في التعليم الحوار والمساءلة، لإثارة انتباه السامعين، وتشويق نفوسهم إلى الجواب، وحضهم على إعمال الفكر للجواب ليكون جواب النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يستطيعوا الإجابة أقرب إلى الفهم، وأوقع في النفس، وكما أن من شمائل النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه العظيمة هو تعليمه صلى الله عليه وسلم بالمحادثة والموازنة العقلية، ومن أساليبه صلى الله عليه وسلم في التعليم أنه كان يسلك في بعض الأحيان سبيل المحاكمة العقلية على طريقة السؤال والإستجواب لقلع الباطل من نفس مستحسنه، أو لترسيخ الحق في قلب مستبعده أو مستغربه، وكما أن من شمائل النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه العظيمة هو سؤاله صلى الله عليه وسلم أصحابه. 

ليكشف ذكاءهم ومعرفتهم وتارة، وكما كان صلى الله عليه وسلم يسأل أصحابه عن الشيء وهو يعلمه، وإنما يسألهم ليثير فطنتهم، ويحرك ذكاءهم، ويسقيهم العلم في قالب المحاجاة ليختبر ما عندهم من العلم، وكما أن من شمائل النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه العظيمة هو تعليمه صلى الله عليه وسلم بالمقايسة والتمثيل وتارة كان صلى الله عليه وسلم يقايس لأصحابه الأحكام ويعللها لهم، إذا إشتبهت عليهم مسالكها، وغمض عليهم حكمها، فيتضح لهم ما اشتبه أمره وخفي فهمه، ويكون لهم من تلك المقايسة معرفة بمسالك الشريعة ومقاصدها، اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى وأعمال أهل اليقين ومناصحة أهل التوبة وعزم أهل الصبر وجد أهل الخشية وطلبة أهل الرغبة وتعبد أهل الورع وعرفان أهل العلم، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، وأجارني وإياكم من خزيه وعذابه الأليم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، إنه هو الغفور الرحيم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
5 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.