رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 27 يوليو 2024 12:59 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن العلاقة بين الإنسان والكون

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 29 نوفمبر

الحمد الله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، أشهد ألا إله إلا الله الحليم الكريم، رب السموات السبع ورب الأرض رب العرش العظيم، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وخلفائه وأتباعه إلى يوم الدين، أما بعد، إن من أسباب الثبات على دين الله تعالى هو كثرة ذكر الله وقراءة القرآن، فذكر الله تعالى إذا توافق القلب واللسان فيه اطمأن القلب، وقراءة القرآن قراءة متأنية متدبرة مع معرفة معانيه ومقاصده وحدوده عون عظيم على الثبات، وأخيرا عليك أيها المسلم أن تقارن نعيم الآخرة الباقي الكامل بلهو الدنيا الذاهب الناقص لتتضح لك الحقيقة ولو حصّل الإنسان الدنيا كلها بمالها وجاهها وجميع شهواتها كم سيبقى فيها وما مصيره بعد انقضائها. 

وإنها لنكسة عظيمة، ومصيبة كبيرة، أن يترك المسلم طريق الحق ليسلك طريق الباطل لشبهة عرضت له أو لشهوة انحرفت به، فكيف سيكون حاله وحياته لو حصل ذلك؟ وكيف هجر محبة الله، ووصل محبة الشيطان وكيف سلخ عنه السعادة ليلبس الشقاء، وكيف نسي الجنة وما أعد الله تعالى لأهلها فيها ومضى في طريق الجحيم، كم هو ندمه وحسرته، وكم هو عناؤه وشقوته إذا بعثر من في القبور وحصل ما في الصدور، وجمع الناس ليوم البعث والنشور، ولقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في هذا الكون وأمره بعمارة الكون واستخلفه في هذه الأرض وجعله سيدا على هذا الكون، وأمره بالاستثمار الشامل واعتبره عبادة يتقرب بها المستثمر المسلم لله تعالى بعمارة الكون. 

فهو ينطلق من مفهوم الاستخلاف وفلسفته في العلاقة بين الإنسان والكون ومالكهما رب العالمين سبحانه وتعالي، فإن المفهوم الشامل للاستثمار في حياة المسلم هو النابع من الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه "اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك" رواه الحاكم، وإن مفهوم الاستثمار هو الزيادة والنماء واستغلال الطاقات والإمكانات المتاحة للإنسان وتوظيفها التوظيف الأمثل، والإسلام بذلك يرتقي بالاستثمار، ليتجاوز المنظور المادي وتحقيق الرفاهية القائمة على إشباع متطلبات الجسد، ليمتد إلى طلبات الروح والعقل التي لا تقل عن الناحية المادية في الحياة.

والاستثمار في الإسلام ذات مسئولية اقتصادية واجتماعية، فهو لا ينفصم عن حركة الحياة، ويتخذ من الدنيا مزرعة للآخرة، من خلال التوازن بين المادة والروح، والتوازن بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع، بضمان حد الكفاية للأفراد، وتوفير السبل لإشباع الحاجات الروحية والمادية، وبناء وتكوين الإنسان الصالح الذي يعد أساس التنمية، ولقد ورد في الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "رحم الله امرءا اكتسب طيبا، وأنفق قصدا، وقدم فضلا ليوم فقره وحاجته" ولذلك يقوم المسلم باستثمار مدخراته في المجالات المختلفة، بهدف النماء والمساهمة في إعمار الأرض، وإن الإستثمار ليس غاية وإنما وسيلة لتحقيق زيادة الإنتاج للاستزادة من أرزاق الله تعالي، وتنميته لما استخلفه الله عليه من مال، ليعينه على الإشباع المادي والإشباع الروحي.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.