رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 16 مايو 2025 2:03 م توقيت القاهرة

الصورة الحقيقية

 

 

بقلم عبير مدين 

 

مع إعلان ترامب عن رغبته في زيادة الاستثمارات الخليجية في امريكا بقيم تتراوح بين مليارات تريليونات الدولارات وتزامنا مع زيارة للمنطقة انتشرت الصور المصممة بالذكاء الاصطناعي التي تظهر ترامب وهو يستولي على أموال دول الخليج أو التي تظهر أمراء وحكام دول الخليج وهم يحملون ترامب بالهداية والأموال أثناء مغادرته!

البعض يصرخ ويقول غزة اولى والبعض الآخر يشمت أنه لم يزور مصر ولا اسرائيل!

من وجهة نظري أن ترامب يدير سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الداخلية والخارجية باسلوبين يشكلان صدمة ثقافية:

الاولى عقلية الديكتاتور و الحاكم الإله وهي سياسة غريبه على أسلوب الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية ترامب يأخذ قراراته بعيدا عن الكونجرس الأمريكي وهو مدن للشو الإعلامي وهذا يوضح طبيعة المرحلة التي تمر بها امريكا فهي تمر بأزمة مالية غير مسبوقة مع ارتفاع ديونها الخارجية حاول الفيدرالي علاجها برفع سعر الفائدة فأغرق دول العالم خصوصا ذات الاقتصاد الهش الضعيف في الازمات المالية انعكست على الأسعار فزادت بجنون!

كانت رغبة الفيدرالي جذب الدولار وتوفيره في البنوك لكن في المقابل عليه دفع فوائد على هذه الودائع وهذا زاد الأمر سوءاً! وهذا جعل ترامب ينفرد بالقرار ويراهن إما أن يكسب وإما أن يخسر حتى نفسه فانطلق وسط شبه تسليم من المسؤولين الأمريكيين بما يحدث 

العقلية الثانية التي يدير بها ترامب سياسته هي عقلية رجل الأعمال وكما نقول في أمثالنا الشعبية ( التاجر لما يفلس يدور في دفاتره القديمة)

وهذا ما يفعله ترامب الدفاتر تقول أن هناك ودائع بترليونات الدولارات في البنوك الأميركية معظمها ودائع خليجية ولأن راس المال جبان ولأن العرب عموما يفضلون وضع الأموال في حسابات بنكية بدلا عن المغامرة بتشغيلها فكل ما في الموضوع هو ضغط ترامب على هذه واستخدام سياسة التخويف معها لتوافق على ضخ جزء من هذه الأموال في مشروعات أميركية وشركات لها ثقلها الدولي وهذا يفترض أن يعود بالفائدة على جميع الأطراف مالم تحدث كارثة تطيح بالجميع 

ولأن مصر لا ودائع لها في امريكا فقط معونة عسكرية فجاءت فكرة ترامب من التهرب من رسوم مرور السفن الأميركية في قناة السويس!

ورمى بالطعم وهو أن الولايات المتحدة الأمريكية تحمي البحر الاحمر من هجمات الحوثيين! لكن مصر لم تبتلع الطعم ورفضت نظاما وشعبا!

لذا لم يكن هناك داع لزيارة ترامب مصر و إسرائيل التي سوف ينوبها من الحب جانب فانتعاش أمريكا اقتصاديا سوف ينعكس على إسرائيل بالتأكيد بأمريكا لن تنسى طفلها المدلل وشوكتها المغروسة في جانب المنطقة 

وهذا يوضح أيضا أن وجود إيران على الساحة السياسية أمر ضروري لأمريكا فلو تخلصت منها فممن تحمي دول الخليج الحماية المزعومة؟! وكيف تحلب خيرات المنطقة؟!

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.