بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 21 نوفمبر
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الملقب بالصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، إن فريضة الصيام هي مساواة ومواساة، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" ويقول الله تعالى فى سورة البقرة " فمن شهد منكم الشهر فليصمه" ويقول ابن عمر رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، وإن غمّ عليكم فأتموا الثلاثين" أي إن الناس جميعهم يفطرون في وقت واحد، ويمسكون في وقت واحد، الفقير والغني، والضعيف والقوي، والأبيض والأسود، والحاكم والمحكوم، والرئيس والمرؤوس، طالما يدينون بالإسلام وينوون الصيام.
فهم في وقت الإفطار والإمساك سواء، وفرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر بنفس القدر على الفقير والغني، الضعيف والقوي، الخفير والوزير، الكبير والصغير، الأبيض والأسود، وفي ذلك أيضا مساواة، إذن فالصوم مساواة، والصوم أيضا مواساة، والمواساة معناها الوقوف بجوار الفقير والمسكين، وإطعام الطعام، وإفشاء السلام، ولين الكلام، فضلا على إفطار الصائم، وإكرام المسكين، وإعطاء الفقير، فطوبى لمن واسى مكلوما، ونصر مظلوما، وأطعم أفواها، وكسا أجسادا، ووصل أرحاما، وجعل يده ممرا لعطاء الله تعالي، ولقد بيّن الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فضائل خصها الله عز وجل بالصائمين في رمضان، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أهلّ رمضان يقول.
"لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان" وجعلت زكاة الفطر مواساة للفقير والمسكين، فقد فرضت على كل مسلم ومسلمة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان" وإن لها حكمتان، فالأولى لتطهير الصائم من اللغو والرفث الذي وقع منه في أثناء شهر رمضان، والثانية لإطعام المساكين ومواساتهم في العيد، ودليل ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين" رواه أبو داود، وكذلك لتغنيهم عن السؤال يوم العيد، بذلك يكون الصوم مساواة بين أفراد الأمة جميعا في الإفطار والإمساك، ومواساة للفقير والمسكين.
وكما حدث في الأيام الصعبة الماضية التي تبدلت فيها مظاهر وتغيرت عما كانت عليه من قبل فقد أغلقت فيها المساجد لفترة كبيرة، وقيدت الحركة، وأوقفت فيها المواصلات، وقلت الزيارات وكثرت الوفيات بسبب الوباء القاتل والفتاك المسمى كورونا، ندعوا الله تعالي أن لا يرده إلينا مرة ثانية، وقد وقف العالم عاجزا لفترة طويلة أمام هذا الداء والوباء، فحصد أرواحا وأرواحا، وضحاياه بالمئات والآلاف صغارا وكبارا من نساء ورجال شيوخ وعجائز، وقد سمي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطاعون فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرني أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد" رواه البخاري.
إضافة تعليق جديد