رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 11 مايو 2025 10:14 ص توقيت القاهرة

الزيارات الميدانية لوزير التربية والتعليم بين التفقد والمفاجآت المؤلمة

بقلم د/سماح عزازي
في الآونة الأخيرة، أصبح من الملاحظ أن زيارات وزير التربية والتعليم إلى المدارس والمديريات التعليمية، محط انظار الجميع رغم أهميتها في متابعة سير العملية التعليمية، إلا أن مابات يثير القلق هو تكرار وقوع الحوادث المأساوية وانها تأتي مصحوبة بأنباء حزينة عن وفيات مفاجئة لقيادات تعليمية عقب تلك الزيارات . تثير هذه الحوادث تساؤلات جدية عن مدى تأثير هذه الزيارات على العاملين في القطاع التعليمي، وتسلط الضوء على ضغوط العمل التي قد تتسبب في نتائج مأساوية وايضا علي الضغوط النفسية والجسديه التي قد تؤدي بحياة البعض منهم
وفاة مدير إدارة الباجور بالمنوفية
في حادث مأساوي، توفي مدير إدارة الباجور التعليمية في محافظة المنوفية بعد ساعات قليلة من زيارة الوزير للمنطقة. وفقا للمصادر، تعرض المدير لأزمة قلبية مفاجئة أدت إلى وفاته، مما أثار استغرابًا وحزنًا في أوساط العاملين في القطاع التعليمي بالمنطقة. الزيارة التي كان من المفترض أن تكون لحظة تفقدية، انتهت بمأساة. وبعد ذلك نما لعلم الجميع ما تعرض له مدير الادارة من اهانة من الوزير ونائبه وذلك عن طريق شهود عيان رؤساء اقسام من ادارة الباجور بالمنوفية
وهل هذا ما يستحقة القائمين علي العملية التعليمية رجل خدم العلم لعقود متتالية هي ينتهي به الختام صريع الموت علي ايدي وزير التربية والتعليم ومرافقيه لتعرضه لسب والاهانه وفي النهاية الي رحمة الله وتمر الحادثة مرور الكرام
وفاة مدير مدرسة فاطمة الزهراء بالقاهرة الجديدة
وفي حادث آخر، توفي مدير مدرسة فاطمة الزهراء التابعة لإدارة القاهرة الجديدة إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة أثناء متابعة فريق الوزارة للزيارة الميدانية. وعندما تم إبلاغ أعضاء لجنة المتابعة بالحادث، قاموا بتبليغ الوزارة بالحادث المروع وفيه مدير المدرسة بأزمة قلبية الساعة التاسعة صباحا كان الرد من قبلهم هو الاستمرار في الزيارة كما لو أنه لم يحدث شيء. لا اجد من الكلمات مايفسر هذا الموقف او ما يترجم اجساسي بهذا التعنت وفاة مديرالمدرسة اثناء الزيارة والمطالبة باكمالها هل هذا يعقل لذلك هذه الحادثة تؤكد حجم الضغط النفسي والجسدي الذي يتحمله القياديون في الميدان، والذين يُجبرون على الاستمرار في مهامهم رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها وايضا علي قيمة هؤلاء لدي المسئولون الذين لايعيروهم اي اهتمام ولا يحترمون حرمة الموت
الضغوط المستمرة وتأثيرها على القيادات التعليمية
رغم أن الزيارات الميدانية تعد جزءًا من عمل الوزير لمتابعة وتحفيز العمل في المدارس، إلا أن الضغط النفسي الذي يرافق هذه الزيارات قد يكون له تأثيرات غير مرئية على العاملين في القطاع التعليمي. المواقف التي تتطلب منهم العمل لساعات طويلة، والتحضير المكثف لاستقبال الوزير، قد تشكل عبئًا كبيرًا، خاصة على كبار السن أو من يعانون من مشكلات صحية ويتعرضون الي مواقف سلبية واهانه من الوزير ومرافقيه فهذا مرفوض تماما علي كل الاوجه
ضرورة إعادة النظر في تنظيم الزيارات الميدانية يتعين على وزارة التربية والتعليم إعادة التفكير في الطريقة التي تتم بها هذه الزيارات. بدلاً من أن تكون مصدر ضغط وعبء على العاملين، يجب أن تُصبح فرصة حقيقية لتقييم الأداء بشكل عادل، مع مراعاة الظروف الصحية والنفسية والانسانية للموظفين وعدم تعرضهم لاى اهانه من اي نوع المخطىء لديه الشئون القانونية يتم التحويل اليها نحن دولة قانون ويحكمها القانون وليس التعدي اللفظي ليس من حق من كان ان يتعدي علي موظف اثناء تأدية عمله بهذة الطريقة المهينة التي تعرضه الي ازمات مميته
كما يجب أن تكون هناك استجابة سريعة وواقعية للحوادث الطارئة، بدلاً من التمسك بالإجراءات المعتادة والتجاهل الكامل لما يحدث كأن من اصيب او توفي ليس له اي قيمة فكيف في بلد لا تحترم او تقدر المعلم لا في حياته ولا مماته ان يكون لها شأن في التعليم المعلم هو حجر الاساس في العملية التعليمية واذا كان الاساس قوي كان البناء صرحا عظيما لكن كل من سولت له نفسه يأتي لكي يقلل من هيبة وشأن المعلم كأنه شيء ليس له قيمة بل هو رمانة الميزان في العملية التعليمية
نبذه عن المعلم المصري
المعلم المصري... كأنك تعاقبه لأنه يُعلّم!
المعلم في مصر ... بين التهميش والواجبات المستحيلة
المعلم في مصر لم يعد مجرد موظف مظلوم... بل صار ضحية حقيقية. ضحية نظام قرر أن يهينه ويستنزفه ويُحمله ما لا يُحتمل، ثم يلومه إذا قصّر أو تعب أو حتى اشتكى.
هو صاحب أقل راتب في الدولة. ورغم ضآلة ما يتقاضاه، تُخصم منه استقطاعات لا تنتهي، بلا شفافية ولا رحمة. لا منحة بداية دراسة، لا منحة عيد، لا منحة رمضان. وكأن المعلم لا يستحق أن يفرح، لا أن يحتفل، لا أن يعيش.
لكن الكارثة الأكبر ليست في الراتب. بل في ما يُفرض عليه خارج المهام. المعلم هو من يدفع ثمن دفاتر التحضير ودرجات الطلاب، هو من يشتري أقلام السبورة، من يطبع الامتحانات على نفقته، من يُشغّل المدرسة كاملة من جيبه! لا عمّال نظافة؟ هو يدفع لأشخاص من خارج المدرسة. لا إداريين؟ هو يتحمل الفوضى ويتصرف. حتى السبورة يريدونها أن تُكتب بلا قلم... فليشتريه المعلم!
هل سمع أحدكم عن طبيب يُجبر على شراء الأجهزة الطبية من مرتبه؟ هل هناك ضابط يشتري سلاحه بنفسه؟ لماذا إذًا صار المعلم هو الحلقة الأضعف؟ لماذا يُعامل بهذا الشكل وكأنه مجرم أو عالة، بينما هو الذي يبني عقول الأجيال؟!
المعلم أصبح يدفع ليعمل، ثم يُهان عندما يطلب أبسط حقوقه. لا تقدير، لا دعم، لا حماية. فقط مطالب... ومزيد من الضغط. وعندما يصرخ أو يرفض الظلم، يُقال عنه إنه متخاذل!
كفى. كفى استهزاءً بهذه المهنة المقدسة. كفى استنزافًا لإنسان كرّس حياته ليعلّم أولادكم. إن أرادت الدولة دفاتر، فلتشتريها. إن أرادت تحضيرًا، فلتوفر أدواته. إن أرادت نظافة ونظامًا، فلتوظف عمّالًا وإداريين.
المعلم لن يظل يدفع الثمن وحده. وإن أدرتم احترام التعليم، فابدؤوا باحترام من يُعلّم
ولا يطلب منهم المستحيل يأتي الوزير في زيارة مفاجئة ليري وضع المدرسة دهانات تشجير لوحات سجلات وغيرها من اين يأتي المعلم بكل هذا جميع الطلاب يسددون المصروفات ورغم ذلك لاتصرف الوزارة علي المدارس وهل يعقل هذا
ثقافة التجميل لا تعكس الواقع
في العديد من الحالات، تكون الزيارات الوزارية بمثابة "عروض مؤقتة"، حيث يتم التركيز على إبراز الصورة المثالية، وتخفى المشكلات الحقيقية التي يعاني منها النظام التعليمي. وهذه الثقافة تضع مزيدًا من الضغط على العاملين، مما يعزز حالة من التوتر والقلق الدائم، ويزيد من احتمالية تعرضهم لمشكلات صحية خطيرة
مدارسنا تحمل اسماء شهداء السلاح..فماذا عن شهداء الكلمة؟!
أسئلة كثيرة تدور في اذهان القائمين علي العملية التعليمية ولاتري النور لكنها اكيد تريد اجابات شافيه لصدورهم لما يدور في عقولهم وابسط شيء يدور في اذهانهم عن الذين رحلوا وهم يؤدون واجبهم في صمت... داخل الفصول والمكاتب، الم يكونوا يستحقون أن تُخلّد أسماؤهم كما نخلّد غيرهم. فجهادهم بالكلمة لا يقل عن جهاد السلاح، وميادينهم الفصول والمكاتب، فلماذا نُقصي ذكراهم؟
شهداء التعليم يُغادرون دون ضجيج، ولكن أثرهم لا يزول. ألا يستحقون التقدير؟ شهداء الميدان التربوي... لماذا لا نعترف بهم؟""حين يموت المعلم واقفًا... ألا يستحق أن يُخلّد؟"
"المعلم شهيد من نوع آخر" "التعليم ميدان، والمعلم شهيد"
بعض كلمات شافية لهم ولكنها للاسف ليست واقع ملموس
لدي سؤال يدور في ذهني احاول ان ابحث له عن اجابة
"لماذا لا نعترف بشهادة المعلم؟"
في الوقت الذي تُخلَّد فيه أسماء الشهداء من رجال الجيش والشرطة على واجهات مدارسنا — تلك التي تُعَد ميدانًا لصناعة الوعي وبناء الإنسان — نتوقف لنتساءل: لماذا لا يحظى المعلم، وهو حامل شعلة العلم، بنفس القدر من التكريم؟
معلم يُقبِض الله روحه وهو صائم، واقف في فصله، يؤدي رسالته حتى آخر نَفَس... أليس هذا مشهدًا من مشاهد الشهادة؟ أليس الفصل ميدانه، والسبورة سلاحه، والكلمة معركته اليومية؟
لماذا لا تُطلق أسماؤهم على مدارسهم كما نفعل مع شهداء الميدان العسكري؟
أليس التعليم جهادًا من نوع آخر، لا يقل شرفًا ولا فضلًا عن الجهاد بالسلاح؟
لقد ودّعنا كثيرًا من المعلمين والقيادات التربوية الذين وافتهم المنية وهم على مكاتبهم أو داخل فصولهم، يؤدون واجبهم في خدمة الأجيال، بكل إخلاص وتفانٍ. هؤلاء لم يسقطوا على جبهات القتال، بل في ساحات التعليم، وهم يزرعون في عقول الأبناء بذور الوعي والمعرفة.
ألا يستحق هؤلاء أن يُطلق على مدارسهم أسماؤهم؟ أن يُكرَّموا كما يُكرَّم غيرهم من شهداء الواجب؟
إن تجاهل هذا النوع من الشهادة، هو تجاهل لمعنى أوسع للتضحية، ولمكانة سامية ينبغي أن نُعيد إليها الاعتبار، ونُرسّخها في ضمير المجتمع.
إن هذه الحوادث تفتح بابًا للنقاش حول ضرورة إعادة التوازن بين متطلبات العمل وضغوطه، وضمان بيئة صحية وآمنة لجميع العاملين في القطاع التعليمي.
خلاصة القول
إن حوادث الوفاة الأخيرة التي شهدها القطاع التعليمي ليست مجرد صدفة، بل هي نتيجة لضغوط مستمرة قد تؤدي إلى عواقب مأساوية. لذلك، من الضروري أن تتبنى وزارة التربية والتعليم نهجًا جديدًا في تنظيم زياراتها الميدانية، يراعي الصحة النفسية والجسدية للعاملين في الميدان. فالعاملون في القطاع التعليمي هم قلب العملية التعليمية، وأي خلل في رعايتهم قد يؤثر سلبًا على التعليم نفسه وايضا عدم تخليد ذكري المعلم الذي وافته المنية وهو علي رأس عمله لابد ان ينظر له من منظور اخر فهو جندي في ميدان اخر يستحق التكريم وايضا تقوم الوزارة بالاعتماد المالي لنهوض بالمدارس وتقويم العملية التعليمية

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.