الحمد لله الذي خلق البشر وأمر بطاعته كما أخبر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم العلن والمخبر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله ربه إلى الأسود والأحمر، صلى الله وسلم عليه ما بزغ نجم وظهر وعلى آله وأصحابه الميامين الغرر، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المستقر أما بعد ذكرت المصادر التربوية والتعليمية أن من أساليب التعلم هو إمساكه بيد المخاطب أو منكبه حيث كان من هدي النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم في التعليم أن يثير انتباه المخاطب بأخذ يده أو منكبه؛ ليزاد اهتمامه بما يعلمه وليلقي إليه سمعه وبصره وقلبه ليكون أوعى له وأذكر، وروى الإمامان البخاري ومسلم واللفظ للبخاري عن عبد الله بن سخبرة أبي معمر قال سمعت ابن مسعود يقول علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفى بين كفيه، التشهد كما يعلمني السورة من القرآن.
التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام عليك وعلى عباد الله الصالحين، أشد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " وروى البخاري والترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال " أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك من أهل القبور " وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك، فإنك يا عبد الله لا تدرى ما اسمك غدا " ومن هذا الباب أيضا ضرب النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم على فخذ بعض أصحابه في بعض الأحيان، حيث روى الإمام مسلم عن التابعي الجليل أبي العالية قال " أخر الأمير ابن زياد الصلاة.
فجاءني عبد الله بن الصامت، فألقيت له كرسيا فجلس عليه فذكرت له صنيع ابن زياد، فعض على شفته وضرب فخذي، وقال إني سألت أبا ذر كما سألتني فضرب على فخذي كما ضربت على فخذك، وقال إني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فضرب على فخذي كما ضربت على فخذك، وقال " صل الصلاة لوقتها فإن أدركتك الصلاة معهم فصل ولا تقل إني قد صليت فلا أصلي، فإنها زيادة خير" فيا أيها المعلم المسلم، يا مربي الأجيال وصانع الرجال، يا من شرفك الله بمهنة الأنبياء والرسل عليهم السلام، فيا أخي المعلم في أي مرحلة من المراحل وفي أي مادة من المواد العلمية أو الأدبية أو غيرها أكتب لك هذه الرسالة مذكرا وناصحا ومؤملا أن تنال رضاك وأن تحوز إعجابك وأن تكون عونا لنا جميعا على بذل المزيد من الجهد والسعي لما فيه الخير والصلاح.
فاعلم أن المعلم المسلم يحمل أشرف رسالة ويؤدي أعظم أمانة وأن جمال رسالته مستمد من شرفها وبخاصة أن قدوته في ذلك أستاذ البشرية ومعلم الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم، فمن أجل وأشرف من المعلم في مهنته ؟ الموظف أم البائع ؟ المهندس أم الصانع ؟ الطبيب أم المزارع ؟ فإن كل أولئك وغيرهم من أبناء المجتمع إنما هم صنائع المعلم، به قاموا وبه كانوا، لذا فهو يسعد إذ يرى أبناءه وقد كانوا من أولئك المهندسين والأطباء والفنيين والخبراء وغيرهم الذين تنهض بهم الأمم وتقوم بهم المجتمعات وينتشر على أيديهم الخير ويعم الصلاح، فيا من تخاف الله تعالى وترجوا رحمته، اتقي الله في عملك وراقبه سبحانه، فإنه يراك في كل وقت وحين وإحرص على أدائه واجبك بالشكل الذي يرضاه جل في علاه، وتذكر ما روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها.
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " ولا تنسى أن حسن تعاملك وتجاوبك مع مديريك وزملائك، أو جلوسك في مكتبك أو فصلك أو معملك وقضاءَك لحاجة طلابك أو إجابتك عن إستفساراتهم يعد عبادة تثاب عليها متى صلحت نيتك وإحتسبتها عند الله سبحانه وتعالي.
إضافة تعليق جديد