رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 3 يوليو 2025 8:04 ص توقيت القاهرة

المغول وسقوط الخلافة العباسية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وكفى، وسمع الله لمن دعا، وبعد، فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أن في الدين عصمة أمركم، وحسن عاقبتكم وبعد ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن دولة المماليك ومواجهتتا للجيش المغولي التتاري، وقيل أنه كان الإستيلاء على العراق من ضمن السياسة المغولية العامة القاضية بالتوسع في غرب آسيا والسيطرة على ما تبقى من العالم الإسلامي بعد سقوط خوارزم وفارس في عهد الخاقان الأعظم منكو خان، وعهد الخاقان سالف الذكر إلى أخيه هولاكو القيام بتنفيذ هذه المهمة وفتح ديار الإسلام حتى أقاصي مصر بعد أن منحه إقليم فارس والولايات الغربية، وحدد له إطار العلاقة مع الخليفة العباسي، بحيث إذا قدم فروض الولاء والطاعة فلا يتعرض له، أما إذا عصى، فعليه أن يتخلص منه.
 

حتى لا يشكل وجوده عقبة في طريق الزحف المغولي، ومن جهته وضع هولاكو خطة عسكرية تقضي، أولا، بالقضاء على طائفة الحشاشين الإسماعيلية، ثم غزو المناطق الغربية وصولا إلى مصر، في مرحلة ثانية، وبعد أن حقق هدفه الأول سار لتحقيق هدفه الثاني، وبدأ بغزو العراق، ولما رفض الخليفة العباسي الخضوع للمغول، ورد على رسائل هولاكو ردا قاسيا تضمن تهديدات، سار الأخير بجيوشه الجرارة نحو عاصمة الخلافة وحاصرها من كل جانب وبحلول يوم الثاني عشر من شهر محرم من عام ستمائة وستة وخمسين من الهجرة، ووصل هولاكو بنفسه ليشارك في الحصار يوم الثالث من شهر محرم من عام ستمائة وستة وخمسين من الهجرة، ليبلغ عدد القوات المحاصرة بغداد نحو مائتي ألف مقاتل وفق تقدير ابن كثير.

وضيق المغول الحصار على بغداد ودكوها دكا بقذائف المجانيق ثم دخلوها عنوة في يوم الأربعاء هرالتاسع من ش صفر من عام ستمائة وستة وخمسين من الهجرة، وإستباحوها وقتلوا كل نفس صادفتهم ونهبوا وحرقوا كل ما صادفوه، وكان الخليفة قد خرج منها وسلم نفسه للزعيم المغولي دون قيد أو شرط بعد أن وعده هولاكو بالأمان، وقد إنتهت هذه الأحداث بقتل الخليفة المستعصم وإبنيه أبي العباس أحمد وأبي الفضائل عبد الرحمن، وأسر إبنه الأصغر مبارك وأخواته الثلاث فاطمة وخديجة ومريم، ثم إستسلمت الحلة والكوفة وواسط والموصل، وبسقوط بغداد ومقتل الخليفة المستعصم إنتهت دولة الخلافة العباسية التي عمرت ما يزيد عن خمسة قرون، وكان لسقوط بغداد دوي هائل وعميق في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وإهتز الحكام المسلمون في المناطق المجاورة. 

لهذا الحدث الجلل، وإعتبر المسلمون في كل مكان، أن سقوط الخلافة العباسية صدمة مريعة، وتحديا مخيفا، كان له أسوأ الأثر في نفوسهم، فعلى الرغم من أن الخلافة ظلت منذ زمن طويل تفقد قدرا كبيرا من سلطتها المادية، فإن مكانتها الأدبية والروحية لا زالت قوية، وتوجس الأيوبيين في الشام والمماليك في مصر، وكان السلطان المملوكي عز الدين أيبك قد تم قتله قبل سنة من سقوط بغداد، وتحديدا يوم الثلاثاء الرابع والعشرون من شهر ربيع الأول من عام ستمائة وخمس وخمسين من الهجرة، على يد بعض غلمانه نتيجة تحريض زوجته شجر الدر بعد إزدياد الوحشة بينهما وتدخلها في شؤون الحكم، ولم تلبث شجر الدر أن تم قتلها هي الأخرى أيضا على يد جواري امرأة أيبك الأولى أم نور الدين علي.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
8 + 12 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.