رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 16 يونيو 2025 11:45 ص توقيت القاهرة

تأملات في الثورات العربية والأجنبية

                     كتب  ابراهيم أمين  مؤمن                تأملات فى الثورات العربية
والأجنبية

ديكتاتورية الثوار :
 إن الثورة تمرّد بشرى غوغائى  على الرؤساء
والملوك ,تمرّد البروليتاريا على
الأرستقراطية ,تمرّد ثورى من أجل التحول إلى
وضعٍ أفضل,فاذا نجح تمردهم أقاموا دولتهم
ومرروا   دستوراً جديداً يقضى بالإستيلاء
على أموال النبلاء وأصحاب الأراضى وتوزيعها
عليهم تحت مظلة العدل والمساواة كما حدث فى
الثورة  البلشفية,علاوة على تبرّأ الثورة من
ديون الدولة الخارجية .
أنظر الى الفاشية فرغم أنه مذهب استعمارى
توسعى وغطرسة وطنية ,فإنها بلا شك مذهب أفضل
لمواطنيه إذ أنه يحافظ على الملكية الفردية
تحت نظر دولتهم علاوة على توجيههم .
والحل فى القول المأثور"من أين لك هذا " فهو
الحل الجذرى  لمسألة  النظام الإقطاعى
الحديث ,هو العدل الذى يجب أن تتبناه كل
الأنظمة , والثورة التى يجب ان تطالب بها
الطبقات الكادحة .
ذلك لأنها تحافظ على ملكيتهم الفردية من
المصادر المشروعة والتحفظ على الأموال
الغير مشروعة,و هذا يؤدى بدوره إلى إحداث
توازن اجتماعى سليم.
كلمة تضمن للشرائح الإجتماعية كلها التعايش
فى سلم جنباً الى جنبٍ لأنها تُحدث تقارب
إقتصادى بينهما إلىَ حدٍّ ما .
لكن النفس الثورية التى تطالب بالمساواة
نفس طامعة غير راضية ,وإنى أؤمن أن النفس
الثورية ما تثور من أجل الإستبدادية
الثلاثية الإقتصادية والسياسية
والإجتماعية  فحسب,بل   أؤمن أيضاً أنها هى
هى التى تثور أيضاً من أجل السيادة والزعامة
أيضاً.
وليس أدل على كلامى من الثورة الفرنسية
(1799-1789 )التى ما استتب الأمر لديها بعد معارك
دموية وتصفية الثوار بعضهم بعضا على نصل
مقصلة غالوتين إلا سارما تبقى منهم بعد ذلك
الى التوسع الإستعمارى .
فها  نابليون أسس الإمبراطورية الفرنسية
الأولى معلناً نفسه أمبراطوراً عليها
ليستمر في حروبه ويجعل أوروبا كيانات خاضعة
له ,ولم تنج مصر من حملته التوسيعية سنة
(1798-1801م).
ومنطقى أنا ان الثوار هم الثوارإما لدفع
مضرة أو جلب منفعة فهم عندى "الثائرون
دائماً",فهذه هى تركيبتهم الجينية .
وبالنظر والتأمل الى  الثورات الشعبية
العربية منها والأجنبية  نجد انها ما أطاحتْ
بنظم الحكم إلا وتقاتلتْ بسبب اختلافات
أيديولوجياتها التى تتبنى دائماً حيازة
السيادة والحكم وفرض المذهب على الآخر .

إنطلاق الفوضى مع الثورة :
ان أسباب الثورة دائماً تكون مرتكزة فى رحم
الفقراء والطبقة الكادحة المسماة إصطلاحاً
بالبروليتاريا وقليل من الطبقة البرجوازية
, ولكنها لا تولد وتنمو وتتضخم إلا بوقوع حدث
مؤثر من أفراد الطبقة المؤطرة الكادحة .
والمتدبر فى شؤون الثورات العربية
والعالمية يلحظ ذلك ,فنجد مثلا فى ثورة
الياسمين التى اندلعتْ  أحداثها في 17 ديسمبر
2010
تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي قام
بإضرام النار في جسده في نفس اليوم تعبيرًا
عن غضبه على بطالته ومصادرة العربة التي
يبيع عليها من قبل الشرطية فادية حمدي .
وإذا عدنا الى الوراء حيث الثورة الفرنسية
نجد أنّ اقتحام سجن  الباستيل في الرابعة
عشر من يوليو لسنة 1789,وقتْل مأموره وتحرير
سجناءه كان يمثل نقطة إنطلاق قوية لإحداث
تغيير راديكالى كامل من خلال ثورة عارمة
لاحقة .

فى النموذج الإيرانى  نجد أن  انتهاج الدولة
آنذاك لسياسة التأوْرُب المتوسع جثم على
صدورالشعب مما أحدث صراخاً مفاده إندلاع
الثورة الإيرانية سنة 1979  لتقويض  نظام
الشاه  برمته.
إن الثوار لغتهم الصراخ والفوضوية ,هذا
الصراخ المتولد من الضغط الفسيولوجى
وإستبدادية حكامهم ,والصراخ يجرجرالينا
مطالب عشوائية غير مدروسة,وهذا طبيعى لأنها
تأتى فجأه وتنطلق كالبرق بينما يقف االنظام
مشدوهاً ولا يجد سبيلاً لتكميم الافواه ا و
الحد من نبرتهإ إلا الأساليب القمعية .
وللأسف فإن مثل هذه الهبّات الفجائية
صيرورتها الفوضوية لأنها تنطلق  من رحم
مطالب طوباوية والتى يستحيل فيها النظام
تلبية تلك المطالب,علاوة على مسارها الفاشل
بسبب عدم وجود رؤوس لها .
وها ذا أقوال بعض المفكرين فى شأن الثورات.
نجد نيتشة:ظهر خلال فترة الثورة الفرنسية
وما بعدها، ويري إن الثورة هي إنفجارات شبه
بربرية خارجة عن السيطرة وإنفعالات
جماهيرية مدمرة.
و أيضا كل من برودون وكروبوتكين يتبنيان
مذهب فوضوية الثورات.
وإنى أنصح الثوار بضبط النفس ,وتقديم
بروتوكولٍ يُحدد فيه مطالبهم الإصلاحية من
النظام نفسه لا من نظام آخر بواسطة رجال
يثقون فى أمانتهم وقوتهم ,ولا بأس بالحركة
السلمية,بدلاً من الثورة  .
وأنصحهم كذلك ان لا تُحدّق أبصارهم فى ثورات
البلاد الأخرى فلكل بلد ظروفه , فقد تكون تلك
الرياح الواردة من الخارج ريحًا سموماً على
بلدهم

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
9 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.