رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 15 سبتمبر 2025 1:44 م توقيت القاهرة

تاريخ العرب في أطراف الجزيرة العربية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا، ودبر عباده على ما تقتضيه حكمته وكان بهم لطيفا خبيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وكان على كل شيء قديرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بين يدي الساعة وبشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن حياة العرب في أطراف شبة الجزيرة العربية، ولقد كان العرب في اليمن، كانوا منظمين، لهم جيوش منظمة مدربة على القتال في صفوف نظامية، بينما كانت حروب القبائل في الجزيرة تتبع نظام الكر والفر، كان ملك اليمن يسمى تبعا، وكان في اليمن حضارة عظيمة، كان فيها سد مأرب، وهو سد عظيم يروي أراضي واسعة جدا. 

وقد غرست فيها الأشجار من كل صنف، وكانت المرأة تحمل مكتلها وتمر من بين الأشجار، فيمتلئ المكتل بالفاكهة الناضجة دون أن تقطفها بيدها، وكان الجو في اليمن نظيفا خاليا من البراغيث والحشرات، كانت اليمن تسمى بلاد العرب السعيدة، وكان فيه قصر غمدان، وهو مكون من طوابق كثيرة وسقف آخر طابق من زجاج، وكان الجالس في آخر طابق يرى الطير في السماء من السقف، ثم تهدم السد، فنزحت كثير من القبائل من اليمن إلى شمالي الجزيرة، ومن هذه القبائل الأوس والخزرج سكنتا في يثرب ثم صار أسمها في الإسلام المدينة المنورة، وسكن الغساسنة في الشام، والمناذرة في العراق، والغساسنة هم نسبة إلى بئر ماء لرجل إسمه غسان، وردت عليه هذه القبيلة التي جاءت من اليمن، ثم إرتحلت إلى الشام وسكنت المزة قرب دمشق، وكان الغساسنة تحت سيطرة الرومان. 

وكان أشهر ملوكهم الحارث الأعرج، وآخر ملوكهم جبلة بن الأيهم الذي أسلم في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم إرتد جبلة وعاد إلى بلاد الروم، ثم ندم على ردته وصار يبكي، وأيضا من القبائل هي قبيلة المناذرة وهم نسبة إلى ملكهم المنذر بن ماء السماء، وهي أمه، وكانوا في العراق تحت سلطان الفرس المجوس عبّاد النار، وكان الفرس والروم في حرب دائمة، وكانت الجيوش المتحاربة من العرب المناذرة والغساسنة، كان الجند من العرب والقادة أجانب، والعرب يقتل بعضهم بعضا، والثمرة للأجنبي الروماني والفارسي، فلما جاء الإسلام وحد الجزيرة العربية وأنقذ الغساسنة من الروم بعد معركة اليرموك في الشام، وأنقذ المناذرة من الفرس بعد معركة القادسية ونهاوند، وإمتدت الدولة الإسلامية من الصين شرقا إلى الأندلس غربا، في دولة واحدة.

لا يحتاج المسافر في هذه البلاد إلى جواز سفر، لأن هذه البلاد كلها دولة واحدة، ليس بينها حدود، ولها حاكم واحد هو خليفة المسلمين، وكانت القبائل العربية تعتمد في حياتها على التنقل من مكان إلى آخر طلبا للمرعى، لأن حياتهم متوقفة على إنتاج الأنعام كالغنم والإبل، فكانت يقوم الحروب المتكررة العنيفة بسبب ذلك، كان شيخ القبيلة يحمي منطقة معينة، فلا يجرؤ أحد على أن يرعى فيها، وكانت عقولهم تثور لأبسط الأمور وتقوم حروب وتجري دماء بسبب ذلك، كحرب داحس والغبراء، وحرب البسوس، وكل حرب من هاتين الحربين دامت أربعين عاما، وهكذا كانت حالة العرب في الجاهلية، وسميت بهذه التسمية، لقلة أناتهم، فالجاهلية ضد الحلم، بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا، وأستغفر الله تعالى لي ولكم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
5 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.