رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 9:21 م توقيت القاهرة

تدعيم الروابط الإجتماعية وتعزيزها

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الذي أنزل شريعة الإسلام هدى للناس ورحمة للعالمين، وجعلها لنا صراطا مستقيما يهدي بنا إلى سعادة الدارين، والشكر له أن هدانا إلى الإسلام، وفضلنا على العالمين أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله إمام الخاشعين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبون الطاهرون، الحافظين لحدودك يا ربنا والخاشعين لك، أما بعد إن تدعيم الروابط الإجتماعية وتعزيزها، والسعي إلى إقامة برامج وأنشطه تسهم في تعزيز هذه الروابط يعد من أهم مطالب المرحلة القادمة، فلابد من إحياء هذه الفكرة ونشرها بين الشباب اليوم، والدعوة إلى تنظيم برامج عائلية وأسرية، وإعطاء الأسر والعوائل جزءا من الوقت والإهتمام، والأنشطة الإجتماعية والعائلية المطلوبة اليوم. 

لا ينبغي أن تقتصر على مجرد الأنشطة الدعوية وتنظيم المواعظ والمحاضرات، بل لابد أن يكون إحياء الترابط والتماسك الإجتماعي مطلبا في حد ذاته، وكما أن من وسائل التربية هو تقديم الخدمات الإستشارية في الجانب النفسي والإجتماعي ستواجه الآباء والأمهات وسائر المربين مشكلات جديدة لم يألفوها ويعهدوها، وهذا يبرز الحاجة لأن يبادر المختصون والمهتمون من الصالحين بتقديم خدمات إستشارية لهؤلاء، وزيادة الحاجة مع فراغ الساحة ستؤدي إلى أن سيتصدى للميدان فئة غير منضبطة ولا محافظة، فئة تقول إن التربية الصحيحة لابنتك أن تتركها تصادق الشباب وتذهب مع من شاءت وتختار صديقها بنفسها، والتربية الصحيحة للشاب المراهق أن تتركه ولا تواجه غرائزه، ولا تكبته، سيجد الآباء والمربون من يقدم لهم هذه النصيحة وهذا الإرشاد. 

وسيجد الشباب والفتيات من يعطي هذه الغرائز المشروعية ويزيل عنهم التحرج والتأثم، فما لم يبادر الغيورون الصالحون لتقديم خدمات إستشارية للأسر والآباء والأمهات والمعلمين، سيسبق إليها هؤلاء الذين ربما تكون كثير من خدماتهم ونصائحهم تدعم الإنحراف، دون أن تقضي عليه، كما أن بروز هذه المشكلات، والحاجة للإستشارت سميثل منطلقا دعويا مهما يمكن أن يستمثر في إصلاح واقع الناس، وكما أن من وسائل التربية هو تفعيل دور التعليم الأهلي حيث يمتلك التعليم الأهلي قدرا أكبر من المرونة وقدرا أكبر من الإمكانات، ويتفوق في ذلك على التعليم النظامي الذي يتسم ببطء التطوير، وتعقد الإجراءات، وهذا يجعل منه ميدانا ومنطلقا لتطوير برامج تربوية ودعوية يمكن أن تسهم في بناء الجيل وتختصر خطوات عدة تبذل خارج إطار التعليم.

وهذا يتطلب الإعتناء بالجانب التربوي والدعوي في التعليم الأهلي، والسعي لإستثمار ما يمكن إستثماره منه، بدلا من أن يكون الوجه البارز هو الوجه المادي الاستمثاري، وكما أن من وسائل التربية هو تطوير التعليم الشرعي والتطوير الذي نسعى إليه وننشده في التعليم الشرعي يتمثل في مسارين، فالمسار الأول هو تهيئة فرص جديدة وهذا الأمر تدعو إليه إعتبارات عدة، منها نقص الطلب على التعليم الشرعي النظامي، فقد كانت فرص العمل لخريجي هذا النوع فيما سبق تدفع بكثير من الخيرين للاتحاق به، والآن بدأت كثير من هذه الفرص في التراجع، والإتجاه في المستقبل القريب نحو مزيد من التراجع، ومن ثم فنحن أمام مطلب ملح لتهيئة البديل والفرص الأخرى لسد هذا النقص، والمسؤولية تقع بالدرحة الأولى على التربويين والدعاة إلى الله عز وجل. 

ويمكن أن يتم هذا الأمر من خلال إفتتاح معاهد ومراكز مسائية تسعى إلى تقديم التعليم الشرعي وفق برامج تتناسب مع كافة الناس من الجنسين، ومن خلال تهيئة برامج للتعلم الذاتي كبرامج الحاسب الآلي وأفلام الفيديو وشبكة الإنترنت والإستفادة من التقنيات الحديثة في تفريد التعليم، وكما أن كثرة المؤثرات على الناس فهي تدعو إلى الإعتناء بنشر العلم الشرعي وإحيائه لأن العلم الشرعي يعطي الناس القدرة على التميز بين الحق والباطل، وبين المفسد والمبطل، والناس إنما يؤتون من الجهل فيقعوا في الحرام أو يتركوا الواجب جاهلين بحكمه، أو أن تضعف إرادتهم فيتبعون شهوتهم مع علمهم بالحكم الشرعي، وقد تحدثنا فيما سبق عن الجوانب التي تقوي الإرادة، والعلم الشرعي الذي يحتاجه الناس يشمل فروض الأعيان، وهو العلم الذي يجب على عامة الناس تعلمه. 

ويتمثل في مبادئ العلم الشرعي التي لا يسع أحد جهلها وهذه يجب أن تقدم لكافة الناس،  كما يشمل إعداد طلبة علم يعلمون الناس ويقدمون لهم مايحتاجونه في دينهم، وأما عن المسار الثاني وهو التطوير النوعي للتعليم الشرعي، ولأجل أن تكون مخرجات التعليم الشرعي قادرة على مواجهة المؤثرات الجديدة التي تواجهنا فلابد من أن نعيد النظر في التعليم الشرعي القائم اليوم، فالجيل أمام تحديات عدة لابد أن يهيأ لها، وكما أن حملة العلم الشرعي الذين يعدون للدعوة لابد أن بكونوا قادرين على التأثير في مجتمعاتهم، وقادرين على تربية الجيل الجديد، وقادرين على إستيعاب المشكلات الجديدة وكيفية التعامل معها، وأحسب أنه حين يستمر التعليم الشرعي بنمطه اليوم فإنه سيعجز عن مواجهة المتغيرات التي تمر بالمجتمعات اليوم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
10 + 8 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.