رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 9 يوليو 2025 2:15 ص توقيت القاهرة

حاول أن تبحث عن سعادة أكثر

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك رضينا بالله تعالى ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ورسولا ثم اما بعد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" متفق عليه، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البذئ" رواه الترمذي، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر " متفق عليه، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال " لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" متفق عليه. 

واعلموا أن الإنسان المتميز بحق عادة ما يبحث عن أساليب تساعده على تغيير نفسه وحياته نحو الأفضل ويقول الكاتب أنتوني روبينز، في كتابة الرائع أيقظ العملاق داخلك، وكما تقول الإحصائيات أن أقل من عشرة بالمائة ممن يشترون كتابا لا يتعدون في قراءتهم الفصل الأول، والحقيقة أن هؤلاء الذين لا يعرفون كيف يستفيدون من الكتب التي يشترونها يهدرون ثروات جبارة يمكنها أن تغير حياتهم، ويقول سائل كيف أستفيد من القراءة ؟ فأقول له حاول أن تقرأ الموضوع أكثر من مرة، ولتكن معك مذكرة خاصة تنقل فيها كل جملة تشعر أنها تؤثر فيك أو كل فكرة تجد أنه بالإمكان تطبيقها، ثم اشرع في التطبيق في الحال، وعليك كل يوم أن تطبق فكرة أو أكثر وستذهل من النتيجة الرائعة التي ستصل إليها بمشيئة الله تعالى بعد ستة أشهر من الآن. 

وأحب أن أكرر أن الذي لا يطبق لا يحصل على نتيجة، ويقول الله تعالى في كتابة " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" إذن فزمام أمرك في يدك وكلما تقدمت البحوث في مجال النفس الإنسانية كلما وجدناها تقترب من النصائح والحكم التي وردت في القرآن الكريم خاصة وفي الكتب السماوية عامة وهذا ليس بالأمر المستغرب لأن الذي خلق الإنسان والذي أنزل الكتب السماوية هو إله واحد وكلما تطور الإنسان في عمله كلما إكتشف أكثر حكمة الحياة وعظمة الخالق العظيم، ولكي يكون التغيير الذي ستحدثه في حياتك ذا قيمة حقيقة فلا بد أن يكون تغييرا دائما ومستمرا، وكلنا جربنا التغيير في لحظة من لحظات حياتنا وربما شعرنا أحيانا بالإحباط وخيبة الأمل فكثير من الناس يحدثون بعض التغييرات في حياتهم وهم يشعرون بالخوف لماذا؟ 

لأنهم وبعقولهم الباطنة يعتقدون أن هذا التغيير لم يكون إلا مؤقتا وسنضرب على ذلك مثلا وهو أنك تجد أن أحد الأشخاص الذين تعرفهم يعاني من وزن زائد وكلما نوى أن يطبق نظاما غذائيا معينا لخفض وزنه الزائد تجده يؤجل موعد بدء هذا النظام أو أن يستمر فيه لفترة ثم يوقفه والسر في ذلك يكمن في أن هذا الشخص يدرك بعقله الباطن أن أي ألم سيتحمله من أجل إنقاص وزنه أو أحداث أي تغيير في حياته سيعود عليه في النهاية بمردود قصير الأمد، وبتعبير آخر أنه يعلم داخل عقله اللاوعي أنه سيعود مرة أخرى إلى حالة زيادة الوزن التي كان عليها، ويتحدث روبينز عن الكيفية التي بها غير حياته قائلا، لقد إتبعت في معظم سنوات حياتي ما أعتبره المبادئ المنظمة للتغيير الدائم، ومن أهم المبادئ للتغيير التي يمكننا أن نستخدمها في الحال لكي نغير بها حياتنا. 

ورغم بساطة هذه المبادئ إلا أنها قوية وفعالة للغاية عندما تطبق بعناية ومهارة، وهذه المبادئ تفيد على المستوى الفردي والجماعي بل والعالمي، حيث إذا أردت في يوم من الأيام أن تحدث تغييرا حقيقيا في حياتك فأول شئ عليك أن تفعله هو أن تعلي من مستوياتك أو تزيد من مقاييسك وعلى المستوى الصحي هو أنك لا تكتفي بأن عندك مرض واحد بل ليكن المستوى الصحي الذي تحلم به هو أن تعالج هذا المرض وتكتسب لياقة بدنية وتزيد من طاقتك، وعلى المستوى الروحي أنك لا تكتفي بأنك تؤدي الفروض بل إبحث عن السنن والنوافل وتعمق في دينك أكثر وتقرب يوما بعد يوم الى الله تعالى ولا تقل " أنا بخير وهذا يكفيني" فأنت لن تقف مكانك بل تأكد أنك إذا لم تتقدم فسوف تتأخر، وعلى المستوى الأسري لا تقل لنفسك حالتي معقولة. 

بل حاول أن تبحث عن سعادة أكثر وإحلم بمراكز أعظم لأولادك وخطط لذلك من الآن، وأقوى مجال في حياتك هو المجال الروحي وهذا وفقا لأحدث البحوث النفسية لذا فإنك إذا أحدثت تغييرا في باقي مجالات حياتك، من جميع المجالات سواء مجال إجتماعي وصحي ونفسي ومهني وعقلي، سيكون يسيرا للغاية وهذا ما يفسر لنا سر تحول العرب بعد دخولهم الإسلام، فبعد أن كانوا أناسا خاملي الذكر أصبحوا بالإسلام قوة جبارة تحكم العالم بالعدل والسلام وخرج منهم علماء في شتى مجالات الحياة أناروا العالم بنور العلم الذي بهداه تقدم الغرب وصنعوا حضارتهم الحالية التي ننبهر من روعتها رغم أنها وليدة حضارتنا الإسلامية والتي نجهل قوتها الكامنة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.