رحيل صاحب القلم الجريء سليمان شفيق

كتب ضاحى عمار
تنعي جريدة شبكة مصر 24 بكافة كتابها ومرا سليها الكاتب الصحفي الكبير والمفكر البارز سليمان شفيق الذى رحل اليوم والذى يعد واحدا من أبرز الأقلام الحرة في مصر والعالم العربي، تاركاً وراءه مسيرة ثرية بالعطاء الفكري والمهني، جسّد خلالها معنى الصحافة كرسالة ومسؤولية تجاه الوطن والموطن
وُلد شفيق في السابع من مارس عام 1953، وتدرج في دراسته حتى التحق بكلية الإعلام، ثم حصل على ماجستير الإعلام من جامعة موسكو، ليعود إلى وطنه محمّلاً بأفق واسع وتجربة دولية انعكست بوضوح على مقالاته وتحقيقاته. لم يكن مجرد ناقل للأحداث، بل قارئاً عميقاً للمشهد العام وناقداً جريئاً للتطرف والتمييز وكل ما يهدد وحدة المجتمع.
عمل الراحل في عدد من الصحف المصرية والعربية، وترك بصمته الواضحة في الساحة الثقافية والفكرية من خلال مقالات وتحقيقات شكلت مرجعاً للباحثين والمهتمين بالشأن العام. كان دوماً منحازاً للمواطن البسيط، مدافعاً عن قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والمواطنة الكاملة، ومؤمناً أن نهضة مصر لن تتحقق إلا بتكاتف جميع أبنائها.
خلّف شفيق إرثاً معرفياً مهماً من المؤلفات، من أبرزها: الأقباط والمواطنة فى مصر، الحركات الإسلامية فى مصر: قراءة نقدية، الإرهاب والتطرف الديني.. رؤية من الداخل، الصحافة والحرية، إضافة إلى مجموعات من مقالاته الفكرية المنشورة. وقد مثّلت هذه الأعمال وثائق فكرية مهمة رصدت تحولات المجتمع المصري والعربي، وكشفت عن بصيرة ناقدة ورؤية مستقبلية.
برحيله، فقدت الصحافة المصرية والعربية قلماً عقلانياً وشجاعاً، لكن إرثه سيظل حيّاً، يلهم الأجيال القادمة من الصحفيين والمفكرين، ويُذكّر دائماً بأن الكلمة الحرة قادرة على صنع التغيير.
رحم الله الكاتب الصحفي سليمان شفيق، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته وذويه وتلامذته ومحبيه الصبر والسلوان.