شباب الاتحاد في قلب الدفاع الجوي

كتب ضاحى عمار
من قلب العاصمة الإدارية الجديدة، تبدأ خطوات واثقة لشباب الاتحاد الشبابي لدعم مصر في واحدة من أهم المحطات الوطنية، حيث يشاركون في الزيارة الميدانية التي نظمتها وزارة الشباب والرياضة إلى مقر قيادة قوات الدفاع الجوي بالقيادة الاستراتيجية. هذه الزيارة لا تُعد مجرد جولة تعريفية، بل هي جزء من رؤية متكاملة تسعى الدولة من خلالها إلى ربط شبابها بالقضايا الوطنية الكبرى، وتعزيز فهمهم العميق لمفهوم الأمن القومي ودور مؤسسات الدولة في صون مقدراتها.
بمشاركة المهندس فتحي شومان، رئيس الاتحاد الشبابي لدعم مصر، والأستاذة بسمة باسم، مقرر عام لجنة المراسم والبروتوكول بالاتحاد، يحضر الوفد ضمن كوكبة من رؤساء وممثلي الكيانات الشبابية المدعوين من وزارة الشباب والرياضة. المشهد هنا يجسد رسالة واضحة: أن الشباب لم يعودوا مجرد متابعين للأحداث، بل شركاء في صياغة الوعي الوطني وصناعة المستقبل.
ويؤكد المهندس فتحي شومان أن مثل هذه الزيارات لا تقتصر على نقل صورة عن قدرات قواتنا المسلحة الباسلة، بل تتجاوز ذلك إلى بناء علاقة مباشرة بين الشباب والمؤسسات الاستراتيجية للدولة. ويوضح أن الاطلاع على ما تحقق من إنجازات في مجال الدفاع الجوي يعزز الثقة في قدرة مصر على حماية سمائها، ويغرس في الشباب قيمة الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية، وهي رسائل في غاية الأهمية في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة.
من جانبها، ترى الأستاذة بسمة باسم أن وجود الاتحاد في مثل هذا المحفل يحمل دلالة عميقة، لأنه يعكس الدور التنظيمي والاحترافي للشباب في التعامل مع القضايا الوطنية. وتشير إلى أن لجنة المراسم والبروتوكول في الاتحاد تعمل على ترسيخ صورة مشرفة للشباب في كل الفعاليات، وهو ما يرسخ الثقة المتبادلة بين الدولة ومؤسساتها وبين الشباب كقوة بشرية هائلة قادرة على البناء والعطاء.
ومع كل خطوة داخل مقر القيادة الاستراتيجية، يزداد شعور الوفد بأن مصر تمتلك منظومة دفاعية متقدمة قادرة على مواجهة التحديات مهما كانت. فالتقنيات الحديثة والمنظومات المتطورة التي جرى استعراضها أمامهم تعكس حرص القيادة السياسية على تطوير قدرات الجيش المصري بما يتماشى مع مكانة مصر الإقليمية والدولية.
وتأتي هذه الزيارة في إطار اهتمام وزارة الشباب والرياضة، برعاية السيد الوزير وإشراف معاونيه لشئون الكيانات الشبابية، بفتح آفاق جديدة أمام الشباب للتعرف عن قرب على المؤسسات الوطنية. هذا التوجه ينسجم مع استراتيجية الدولة المصرية التي تسعى إلى بناء وعي مستنير لدى الشباب، وتحصينهم ضد حملات التضليل، ودفعهم نحو الإيمان العميق بأهمية دورهم في حماية الأمن القومي.
الاتحاد الشبابي لدعم مصر، الذي يترأسه المهندس فتحي شومان، يواصل حضوره القوي في مختلف المحافل، ليس كشريك داعم فقط، بل كقوة شبابية فاعلة تحمل على عاتقها مسؤولية صناعة الوعي والتأثير الإيجابي في محيطها. ويؤكد شومان أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من المبادرات التي تهدف إلى إشراك الشباب في كل ما يتعلق بقضايا الوطن، بدءاً من الوعي الاستراتيجي وصولاً إلى المشاركة الفعلية في خطط التنمية.
ويبدو واضحاً أن هذه التجربة لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية عابرة، بل محطة تأسيسية ستثمر في المستقبل عن جيل أكثر ارتباطاً بمؤسسات دولته، وأكثر إيماناً برسالتها. فالشباب الذين شاركوا في هذه الجولة سيصبحون سفراء وعي داخل محيطهم الاجتماعي، ينقلون الصورة الحقيقية لما شاهدوه، ويجسدون بدورهم استراتيجية الدولة في بناء إنسان مصري مستنير قادر على مواجهة أي تهديد.
وبينما تتجه مصر بخطى راسخة نحو الجمهورية الجديدة، يظل الشباب في القلب من المشهد. فهم القوة الدافعة لكل مشروع تنموي، والدرع الحامية للهوية الوطنية. والاتحاد الشبابي لدعم مصر يؤكد يوماً بعد يوم أن الاستثمار الحقيقي هو في وعي هؤلاء الشباب، وأن مستقبل الوطن سيظل آمناً ما دام أبناؤه يدركون أن الدفاع عن الأرض يبدأ بالوعي قبل السلاح