كتب ضاحى عمار
فى أجواء مشحونة بالتحديات، ومع كل خطوة نحو لمّ الشمل العربى، تتكاثر محاولات التشويه التى تستهدف القمم العربية بهدف إضعاف تأثيرها وإفقادها ثقة الجماهير. حول هذه الظاهرة وأبعادها، أجرينا هذا الحوار مع الدكتور أحمد عبد البارى، الأستاذ المساعد بكلية العلوم – جامعة الأقصر، الذى تحدث بصراحة عن خلفيات حملة التشوية التى سبقة القمة وحتى بعد انعقادها وأهدافها وسبل مواجهتها.
بداية.. كيف تفسرون محاولات التشويه التى صاحبت القمة العربية الأخيرة؟
ما جرى لم يكن مفاجئًا. فكل قمة عربية تواجه حملات منظمة تهدف إلى النيل من مصداقيتها. لكن المختلف هذه المرة أن حجم التشويه كان أكبر وأكثر كثافة، سواء عبر وسائل الإعلام أو من خلال شبكات التواصل الاجتماعى. الهدف الأساسى هو ضرب صورة التماسك العربى أمام الرأى العام، والتشكيك فى قدرة القادة على اتخاذ مواقف حقيقية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
برأيكم من يقف وراء هذه الحملات؟
هناك أطراف إقليمية ودولية لا مصلحة لها فى وحدة الصف العربى. بعض القوى ترى أن أى تقارب عربى يشكل تهديدًا مباشرًا لمشروعاتها التوسعية أو نفوذها فى المنطقة. لذلك يتم الاستثمار فى التضخيم الإعلامى للخلافات، والتركيز على الهفوات البسيطة، مع تجاهل الرسائل الإيجابية التى خرجت من القمة.
هل ترون أن هذه المحاولات نجحت فى التأثير على المواطن العربى؟
جزئيًا نعم، لأن تكرار الرسائل السلبية يترك أثرًا على وعى الناس. لكن من المهم الإشارة إلى أن المواطن العربى بات أكثر إدراكًا لهذه المخططات. فقد تابعنا ردود فعل واسعة تشيد بالمواقف المعلنة فى القمة تجاه فلسطين واليمن وسوريا. التشويه نجح فى إحداث ضوضاء، لكنه لم ينجح فى إلغاء الحقائق.
البعض يرى أن ضعف آليات تنفيذ قرارات القمم هو ما يمنح خصوم العرب فرصة التشويه، ما تعليقكم؟
هذا صحيح إلى حد بعيد. فالتاريخ يُظهر أن قوة القمم لا تُقاس بالبيانات الختامية وحدها، بل بمدى ترجمتها إلى خطوات عملية. حين يرى المواطن تنفيذًا على الأرض، يسقط سلاح التشويه تلقائيًا. لذلك أؤكد أن الرد الأقوى على هذه الحملات هو تحويل القرارات من حبر على ورق إلى ممارسات ملموسة.
كيف يمكن مواجهة هذا النوع من الحروب الإعلامية؟
لابد من استراتيجية عربية مشتركة للإعلام، تقوم على كشف الحقائق بسرعة، والتصدى للأخبار المضللة قبل أن تنتشر. كما يجب استثمار الإعلام الرقمى فى نشر الرسائل الإيجابية عن العمل العربى المشترك. لا يكفى أن نتخذ مواقف، بل علينا أن نوصلها للشعوب بلغة واضحة ومقنعة.
فى ظل هذه التحديات.. ما رسالتكم للشعوب العربية؟
رسالتى أن تبقى الثقة قائمة. نعم لدينا خلافات ومشاكل، لكن التوافق العربى ما زال ممكنًا، وقد ظهر فى مواقف صريحة تجاه العدوان على غزة والقضية الفلسطينية. المطلوب أن نُدرك أن التشويه يستهدف وعينا أولاً، فإذا تمسكنا بالثقة فى وحدتنا، سقطت كل مخططات الخصوم
إضافة تعليق جديد