الحمد لله رب العالمين الذي تقدست عن الأشباه ذاته ودلت على وجوده آياته ومخلوقاته وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في السماء عرشه وفي كل مكان رحمته وسلطانه وسع الخلائق خيره ولم يسع الناس غيره وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله شهد الذئب بنبوته وشهد القمر برسالته وتفرق السحاب إكراما لإشارته بعثه الله جل وعلا على حين فترة من الرسل ودروس من الكتب فأدى الأمانة وبلغ الرسالة وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين فصل الله وسلم وبارك وأنعم عليه كما وحد الله وعرف به ودعا إليه اللهم وعلى آله و أصحابه وعلى سائر من اقتفى أثره وإتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الجنة ونعيمها، ونعيم الجنة صنعه الله تعالى بيده، وإن من نعيم الجنة الذي يجعلنا نشتاق إليها هو أصدقاء الجنة.
فأصدقاء الدنيا قد تكون صداقتهم ومجالستهم لغرض شخصي ومصلحة مستفادة وقد يغضب أحدهم على صاحبه فيقلب له ظهر المجن وقد يحسد الصاحب صاحبه ويحقد عليه وقد يجلس الصديق مع صديقه وليس يشغلهم غير الغيبة والكلام على الناس بالقيل والقال، أما رفاق الجنة وأصدقائها فقد نزع الله الغل والحقد من قلوبهم وصفى كلامهم من السوء وقلوبهم من الضغينة، حيث يقول تعالي "ونزعنا ما في صدورهم من غل" أي حقد وحسد وعداوة وبغضاء، ويقول تعالي "على سرر متقابلين " أي ينظر بعضهم إلى بعض ما داموا جالسين وإذا انصرفوا دارت بهم الأسرة فلا ينظر بعضهم إلى بعض، ويقول تعالي " لا يمسهم فيها نصب " أي تعب، فحيى على جنات عدن فإنها منزلك الأولى وفيها المخيم، ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونسلم.
وقال زهير حسن حميدات في كتابه نعيم الجنة، لما خلق الله عز وجل الجنات يوم خلقها وفضل بعضها على بعض، جعلها سبع جنات، دار الخلد، ودار السلام، وجنة عدن، وهي قصبة الجنة، وهي مشرفة على الجنان كلها، وهي دار الرحمن تبارك وتعالى، ليس كمثله شيء ، ولا يشبه شيء، ولباب جنات عدن مصراعان من زمرد وزبرجد من نور، كما بين المشرق والمغرب، وجنة المأوى، وجنة الخلد، وجنة الفردوس، وجنة النعيم، سبع جنات خلقها الله عز وجل من النور كلها، مدائنها وقصورها، وبيوتها وشرفها، وأبوابها ودرجها، وأعلاها وأسفلها، وآنيتها وحليها، وجميع أصناف ما فيها من الثمار المتدلية، والأنهار المطرزة بألوان الأشربة، والخيام المشرفة، والأشجار الناضرة بألوان الفاكهة، والرياحين العبقة، والأزهار الزاهرة، والمنازل البهية.
وأما عن صفة أهل الجنة فيدخلها أهل الجنة، جردا مردا مكحلين، أبناء ثلاثين، أو ثلاث وثلاثين، عليهم التيجان، وإن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب، ولو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا، لتزخرفت له ما بين خوافق السماوات والأرض، ولو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا سواره، لطمس ضوؤه ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم، وإذا فتحت الجنة أبوابها دخلت أول زمرة على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم كأشد كوكب دري في السماء إضاءة، قلوبهم على قلب واحد، لا إختلاف بينهم ولا تباغض، يسبحون الله بكرة وعشيا، لا يسقمون فيها ولا يموتون ولا ينزفون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمنون ولا يمتخطون ولا يتفلون، آنيتهم من الذهب والفضة، وأمشاطهم الذهب، ومجامرهم الألوّة، ورشحهم المسك، أزواجهم الحور العين.
أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعا في السماء، وبجمال يوسف، وقلب أيوب، وعمر عيسى، وخُلق محمد عليهم جميعا الصلاة والسلام، لكل واحد منهم زوجتان من الحور العين، على كل زوجة سبعون حلة، يرى مخ سوقهما من وراء لحومهما وحللهما، كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء، ثم يأتي النعيم الأكبر والجائزة الكبرى في الجنة.
إضافة تعليق جديد