رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 11 أغسطس 2025 9:22 ص توقيت القاهرة

عندما إختلط الحلال بالحرام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الذي شرع عقوبة العصاة ردعا للمفسدين، وصلاحا للخلق أجمعين، وكفارة للطاغين المعتدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل النبيين، وقائد المصلحين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما أما بعد لقد أمر المولى جلت قدرته عباده الذين لا ستطيعون النكاح ولا يجدون له طريقا ومسلكا، أمرهم بالعفة إلى أن يكتب الله لهم ذلك، فقال تعالى " وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله " وحذر الله تعالى عباده من كل ما من شأنه أن يكون ذريعة إلى فعل فاحشة الزنا، من الستر وعدم الإختلاط بين الرجال والنساء، وعدم التكسر في كلام النساء مع الرجال وعدم خروج المرأة من بيتها بغير محرم لأن ذلك يفضي إلى عواقب وخيمة. 

فيه فساد هذه الأمة، وجاء الخطاب صريحا لأمهات المؤمنين وقصد به نساء الأمة أجمعين، فقال الله تعالى كما جاء في سورة الأحزاب " يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله " ومع ذلك كله فقد إستهان كثير من الناس اليوم بكثير من المحرمات حتى أصبحت لديهم كأنها من المأمورات، فإختلط الحلال بالحرام عند تلك الفئة من الناس، فأضحوا لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا، ومن هذه الفواحش التي لعب الشيطان بعقول مرتكبيها هي فاحشة الزنا، فإن الزنا هو الفاحشة العظيمة التي حرمها الإسلام ويمقتها أصحاب العقول والإلمام، ويأباها صاحب الدين والخلق، بل ترفضها البهائم العجماوات. 

ولا تقبلها على ما فيها من فقد للعقول والأفهام، حيث قال تعالى " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق " وكما قال تعالى " ولا تقربوا الفواحش ماظهر منها وما بطن " وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل، من أجل ذلك مدح نفسه وليس أحد أغير من الله عز وجل، من أجل ذلك حرم الفواحش وليس أحد أحب إليه العذر من الله عز وجل، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل " رواه مسلم، ومن هذه الفواحش الزنا، والزنا من أبشع الفواحش التي حرمها الله جل وعلا وحرمها رسوله صلى الله عليه وسلم، وأجمعت الأمة قاطبة على تحريمه وهو من أقبح المعاصي والذنوب على الإطلاق، ومن أعظم الجرائم ومن كبائر الذنوب والمعاصي. 

لما فيه من إختلاط الأنساب الذي يبطل بسببه التعارف والتآلف والتعاون على الحق وفيه هلاك الحرث والنسل، لأنه إشتمل على هذه الآثار القبيحة والنتائج السيئة، ورتب الله عليه حدا صارما وقاسيا، وهو رجم الزاني بالحجارة حتى الموت إن كان متزوجا، والجلد والتغريب إن لم يكن متزوجا، ليحصل بذلك الإرتداع والإبتعاد عن هذه الفاحشة القبيحة، والزنا من أكبر الكبائر بعد الكفر والشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اجتنبوا الكبائر وسددوا وأبشروا" رواه أحمد، وهو محرم بكتاب الله تعالي وسنة نبيه المصطفي صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة الذي نقله كثير من أهل العلم، حيث قال تعالى " ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " متفق عليه.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
6 + 9 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.