رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 2 أغسطس 2025 6:10 م توقيت القاهرة

فضاء المعرفة الإنسانية.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأشهد أن لا إله إلا الله أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، لا تحصى نعمه عدا ولا نطيق لها شكرا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والخليل المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن على النهج اقتفى وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد يقول الله تعالي " لقد خلقنا الإنسان في كبد " فكانت الحياة ولا تزال تعصف بها ألوان من المشاكل، وأشكال من الأزمات، وكان الإنسان ولا يزال يقاوم أحداثها، وينازل أطرافها، ويكابد نتائجها، فيستمر تارة، وينقطع تارة، ويبلغ به ذكاؤه إلى أهدافه حينا، ويقصر به حينا آخر، فينجح مرة، ويخفق أخرى، وأخذت الأزمات تتنوع في مجالاتها، وتشتد في خطرها، فجعل الإنسان يستفيد من تجاربه الناجحة والمخفقة على السواء وأخذ يصهر ركام خبراته بالنقد البناء.
ثم تلقف بعد ذلك اللبنات الصالحة الباقية فشيّد بها بناءا علميا تراكمت أجزاؤه عبر الأبحاث العلمية الرصينة والخبرات الحياتية الرائدة، فعلا بناؤه في فضاء المعرفة الإنسانية، وإصطلح على تسميته بإدارة الأزمات، وبلغة ميسرة وأسلوب رصين، يهدف إلى محاولة إكساب منهجية لإدارة الأزمات من خلال الإجابة على سؤالين رئيسين هما كيف ندير الأزمات التي تواجهنا بشكل مباشر في مختلف مناحي حياتنا في شركتنا ومنظمتنا وجامعاتنا ومنطقتنا وبيتنا؟ وكيف نحلل الأزمات التي لا تواجهنا مباشرة ولا نشارك في إدارتها، ولكن نتائجها تهمنا وتؤثر علينا في أشكالها الإقتصادية، والإجتماعية، والثقافية، والدينية، والسياسية، وإن الأزمة حاليا هي فترة حرجة أو حالة غير مستقرة يترتب عليها حدوث نتيجة مؤثرة، وتنطوي في الأغلب على أحداث سريعة.
وتهديد للقيم أو للأهداف التي يؤمن بها من يتأثر بالأزمة، وأن تصنيف الأزمات وتقسيمها يفيدنا في تعميق التفكير في الأزمة ويلفت الإنتباه إلى بعض القضايا الهامة، كأن يقال هذه أزمة شاملة، أو أزمة جزئية، أو أزمة عنيفة، أو هادئة ونحوها، كما يفيدنا هذا التصنيف في توحيد المفاهيم والمصطلحات عندما نفكر أو نتناقش في أزمة معينة، أما في حالة غياب مثل ذلك التوحيد، فسيكون التفكير الجماعي والنقاش حينذاك كمن يتكلمون بلغات مختلفة غير مفهومة، ومن ثم سيظفر أولئك المتناقشون بلا شيء، وإن إدارة الأزمات هي معالجة الأزمة على نحو يمكن من تحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف المنشودة والنتائج الجيدة، والأزمة يجب ألا تدار فقط من خلال المدير الخارق السوبرمان وإنما من خلال فريق خاص، حيث يختار أعضاؤه بعناية فائقة، ليتم بعد ذلك تدريبهم.
ورفع مستوياتهم وإكسابهم المهارات اللازمة لإدارة الأزمة، ومع ضرورة إدارة الأزمة من خلال فريق متكامل، إلا أن مدير الأزمة بذاته يكتسب أهمية خاصة، ويلزم إتصافه بصفات معينة من أهمها أنه ينبغي أن يكون قوي الإيمان بقضية الأزمة، وشديد التحمل، وماضي الإرادة، ويمتلك القدرة على التفكير الإبداعي، ويتسم بالمهارات القيادية في إدارة فريق الأزمة، وفي الإتصال مع كافة الأطراف ذات الصلة بالأزمة بما في ذلك الطرف الآخر أو الخصم، أما الإدارة بالأزمات فهو مصطلح يشير إلى افتعال أزمة من أجل تحقيق هدف معين، ومن هذين التعريفين ندرك أنه في الأزمات المفتعلة يستخدم مفتعل الأزمة وهي الإدارة بالأزمات، في حين أن الطرف الآخر يلجأ إلى إدارة الأزمات، وهذا لا يعني أن جميع الأزمات مفتعلة من قبل أحد أطراف الأزمة، بل قد تكون الأزمة حدثت من جراء عوامل خارجة عن سيطرة ونطاق طرفي الأزمة، ومن ثم يلجأ كلاهما إلى إدارة الأزمات.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
4 + 10 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.