[[ قائد مصر العظيم ]]
{{ حكاية قائد وشعب وجيش }}
(( رحلة مصري من الجمالية إلى الإتحادية ..!! ))
د / هدى رأفت
مع إشراقة شمس يوم 19 نوفمبر من عام 1954 خرج للحياة مولود مصري جديد من قلب الحي ، العتيق حي الجمالية بالقاهرة ، فلم تكن أسرته أو أقاربه أو عائلته الممتدة جذورها إلى محافظة المنوفية تعلم أو يجول بخاطرها أن الأقدار ستكتب له سطورا بإسمه في تاريخ مصر الحديث، وأنه سيكون قائد الجيش الذي حمى بلاده من السقوط في براثن الإرهاب والفاشية الدينية،
(( و الرئيس الخامس لمصر من أبنائها الكرام..!! ))
فى الدور الأخير من العقار رقم 7 بعطفة "البرقوقية" من شارع "الخرنفش" الواقع على جنبات شارع المعز لدين الله الفاطمي بالحي الأثري "الجمالية" جنوب القاهرة،
ولد وتربى وعاش عبدالفتاح السيسي مع والديه وأشقائه، فتره طفولته وصباه في عقار يملكه الجد حسين السيسي، ولا يزال يتواجد به أقرباء أغلبهم سكنوا المنزل بعد رحيل عبدالفتاح عن الحي.
وتقع العطفة " في منتصف متحف مفتوح للآثار الإسلامية في القاهرة الفاطمية، وعلى بُعد أمتار قليلة من مسكن عائلة السيسي، يقع العقار رقم 3 في حارة خميس العدسي، الذي سكن في الطابق الثاني منه الزعيم الراحل الرئيس جمال عبد الناصر لمدة 3 سنوات في المرحلة الابتدائية، حين أقام لدى عمه خليل حسين عام 1925.
(( نشأة السيسي في عائلة ميسورة الحال..!!! ))
إذ عمل والده سعيد السيسي في تجارة الصدف والأرابيسك، وكان يملك وإخوته نحو 10 محلات في خان الخليلي. وفي 44 شارع سكة برجوان، كانت مدرسة البكري الابتدائية التي التحق بفصولها، حيث بدأ أبناء جيله في التعرف عليه عن قرب.
ويقول بعض من زملائه خلال هذه الفترة إنه كان يفضل المواد الدراسية التي تحتاج إلى إعمال العقل والفهم، ولم يُعرف عنه الشقاوة، فالهدوء والابتسامة التي لا تفارق وجنتيه كانت من سماته المميزة.
كانت طبيعة حال أسرته والحي الذي يسكنه، أن يعمل الأبناء في سن مبكرة ليكتسبوا خبرات الحياة، فكان الصبي "عبد الفتاح" يذهب لمساعدة والده في البازار بعد انتهاء اليوم الدراسي، لكن لم يكن تسويق منتجات الصدف والأرابيسك من الأمور التي تستهويه، بعكس أخيه الصغير غير الشقيق عبدالله الذي عشق المهنة ولا يزال يمارسها حتى اليوم في خان الخليلي، ومع هذا كان لعمله في البازار أبلغ الأثر في تعلم اللغات الأجنبية المختلفة نتيجة الاختلاط بالسائحين.
**إعتاد عبدالفتاح السيسي الاستيقاظ مبكراً للحاق
((بصلاة الفجر في مسجد "سيدي على الإتربي".. ))
المجاور لمنزله، كما ذهب على فترات إلى جامع "أم الغلام" لحفظ القرآن الكريم مع الشيخ فتحي، بمقابل مادي 50 قرشاً في الحصة، كذلك كان يذهب وأبناء الجيرة بعد صلاة العصر بشكل متقطع إلى مسجد الحسين وجامع العدوى للاستماع إلى
(( محاضرات الشيخ محمد متولي الشعراوي...!! ))
مرات قليلة هي التي ذهب فيها مع رفقائه في رحلات إلى الإسكندرية. ولم يعرف عنه حبه للسينما، في مقابل أنه كان يستمع ويستمتع بأغاني أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، ومع هذا كان نادرا ما يغني أو يدندن معهما.
وفى وقت كان أقرانه يعلقون في غرف نومهم صور الفنانين المحببين لقلوبهم،
((كان عبدالفتاح السيسي حالة متفردة من نوعها))
فعندما تدخل إلى غرفته الصغيرة تجد صورة كبيرة للطائرة العسكرية "فانتوم" ، لم تكن الطائرة "فانتوم" بالنسبة للصبي عبدالفتاح السيسي وقتها مجرد طائرة عسكرية تحلق في الهواء لمسافات بعيدة، وإنما كانت معبرة عن أحلامه المستقبلية التي طالما تحدث عنها مع أهله وجيرانه.يا الله
التحق بإحدى المدارس الثانوية العسكرية، ثم تقدم إلى الكلية الحربية، وتخطى اختباراتها وحقق النجاح و أصبح ضابطاً في سلاح المشاة بالقوات المسلحة المصرية..!!
كان لا يخفى عشقه وإعجابه بشخصية الزعيم جمال عبد الناصر وشخصية الزعيم محمد أنور السادات ، والعسكرية الشديدة للمشير محمد عبدالحليم أبو غزالة، وزير الدفاع الأسبق، والمشير محمد عبد الغني الجمسي، وزير الدفاع الأسبق أيضا .
وفي بداية حياته العسكرية كان السيسي ينحصر تركيزه في مجال عمله، وعندما وصل إلى رتبة رائد غادر عطفة "البرقوقية" متجها إلى حي مدينة نصر، الذي تركه بعد سنوات ليستقر في ضاحية التجمع الخامس.
(( ومن صفاته المهمة..!! ))
التي تحدث عنها جميع معارفه الجلد والصلد والتحكم في الأعصاب وهي صفات ورثها عن الوالد سعيد السيسي، وبرزت في مواقف عدة، لعل أصعبها في حياته الشخصية حين كان قائداً في المنطقة الشمالية العسكرية، حيث علم بنبأ وفاة حفيده الطفل الرضيع من نجله الأكبر إثر وقوعه بالمنزل، فتوجه إلى المستشفى وأنهى مع الأهل إجراءات الدفن ثم عاد لمحل عمله مرة أخرى للمبيت به
(( لاحتياجهم له في ثبات يحسد عليه..يا الله !!))
أما التعبير عن الغضب في حياته فهو قليل ويصعب تلمسه. ويقول عنه معارفه وجيرانه إنه صبور بقدر كبير، وحازم وواضح في قراراته، يرفض الوساطة في غير محلها، حتى ولو كانت من طرف أقرب أقربائه، فعندما ذهب إليه أحد أبناء الجيران، وهو قيادي في مركز مرموق بالقوات المسلحة، طالباً التوصية على نجله خريج كلية الحقوق للالتحاق بالنيابة العسكرية، رفض بشدة حين علم أنه حاصل على تقدير مقبول...!!!
(( يا الله ... اى وطنية فى هذا الرجل ..!! ))
السيسي رفض أي اختراق للقوات المسلحة من جانب جماعة الإخوان المسلمين أو أي حركة سياسية أخرى، وأوصى بعدم التعامل العنيف مع المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير وكان مديرا للمخابرات الحربية فى ذاك الوقت ، وكان قد صرح أن هناك حاجة ماسة لتغيير ثقافة قوات الأمن في تعاملها مع المواطنين وحماية المعتقلين من التعرض للإساءة .
درس السيسى "ابن حى الجمالية"، فى كلية الحرب التابعة للجيش الأمريكى بالولايات المتحدة عام 2006، وحضر العديد من المؤتمرات العسكرية فى أمريكا وبريطانيا، كما عين ملحقًا عسكريًا لمصر فى المملكة العربية السعودية.
ترقى داخل المؤسسة العسكرية وشغل مناصب مهمة عدة، منها قيادة سلاح
إضافة تعليق جديد