رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 13 نوفمبر 2025 10:29 م توقيت القاهرة

قُل لي: أيُّهُما تُفضِّل… أأقلُّ لك أم مَن أنت؟

 بقلم: سـامـي بـوادي

في كل استحقاقٍ انتخابي، تُفتح نوافذ الوطن لتستنشق عبير الوعي أو غبار الجهل، ويقف كلُّ ناخب أمام نفسه قبل أن يقف أمام الصندوق، ليجيب عن سؤالٍ بسيطٍ في ظاهره، عميقٍ في معناه:
أيُّهُما تُفضِّل… أقلُّ لك أم مَن أنت؟

هل تميل إلى من يملأ الشوارع بلافتاته، ويُغرق الأحياء بصوره وشعاراته الرنانة؟
أم أنّك تبحث عن ذلك الذي لا يحتاج إلى صورةٍ تُذكّرك به، لأنّك تعرفه بفعله وسيرته بين الناس؟
هل يستهويك مَن لا يُطلّ إلا في موسم الانتخابات، بابتسامةٍ مصطنعةٍ وأحاديثَ مُنمّقةٍ لا تُترجمها الأفعال؟
أم تُفضّل ذاك الذي ظلّ حاضرًا بين أبناء دائرته في السراء والضراء، يعرف وجعهم كما يعرف اسمه، ويتنفس همّهم كأنه بعضه؟

وتبقى الأسئلة تتوالى…
هل تعرف خطورة المال السياسي وفساد مروِّجيه؟ ذلك المال الذي يشتري الضمائر المؤقتة ويبيع الأوطان الدائمة؟
هل تأملتَ يومًا كيف يُفسد النقود ما عجزت عن إفساده العقيدة؟
وهل صادفتَ مرشّحًا يعبر حقًّا عن التزامٍ حزبيٍّ ناضج، يؤمن بمبادئ اجتماعية واضحة، ويجعل همَّه الأول مصلحة الوطن لا مجده الشخصي؟
فما أكثر الذين يتحدثون باسم الوطن، وأقلّ الذين يعملون لأجله.

تُرى… هل المقياس عندك بريقُ الدعاية، أم ضوءُ الضمير؟
هل تُغريك الوعودُ التي تُقال في لحظةٍ وتموت في أخرى، أم تُدرك أنّ الوطن لا يُبنى إلّا على الصدق والعمل؟

فليست الانتخاباتُ موسمًا للعواطف، بل امتحانًا للوعي. وليست الأصواتُ أرقامًا تُحصى، بل أمانات تُحمَل.
وكلُّ صوتٍ يُقال في غير موضعه، إنما يُنقِص من قدر قائله قبل أن يرفع من قدر غيره.

فكِّر حين تختار، لأنّ مَن تُرسله ليُعبّر عنك تحت قبّة البرلمان، هو صورتك أمام التاريخ.
فإن اخترت من هو أقلّ منك وعيًا، فقد رضيت أن تُنقِص من نفسك،
وإن اخترت من هو أنت — فكرًا، وضميرًا، وإحساسًا بالمسؤولية — فقد رفعت رأس وطنك قبل رأسك.

---

 الخاتمة

تذكّر أن صوتك ليس مجرّد ورقة تُطوى داخل صندوق، بل هو أمانةٌ تُكتَب في صحيفتك قبل أن تُحصى في اللجان.
هو شهادة تُلقيها أمام الله قبل أن تُعلنها أمام الناس، فإن وضعتها في غير موضعها، كنت شريكًا في الفساد وإن لم تمارسه، ومؤيدًا للباطل وإن لم تنطق به.

إن التغيير لا يبدأ من البرلمان، بل من وعي الشعب حين يُغيّر مفهومه في الاختيار، فيبحث عن الكفاءة لا القَبيلة، وعن المبدأ لا المصلحة، وعن من يعمل في صمت لا من يتكلم في صخب.
حينئذ فقط، تتحوّل الأصوات من أرقامٍ على الورق إلى ضوءٍ يُبدّد ظلام الفساد، وتُصبح الانتخابات شهادةَ ميلادٍ جديدةٍ لوطنٍ يعرف مَن هو، ويختار من يُشبهه.

 «صوتُك مرآتك… فإن صَفَت نيّتُك وزاد وعيك وتحرّر اختيارك من كلِّ مغرياتٍ أو    مَلاءاتٍ أو زيف صَفَت صورتُك في الوطن،وشاركت بإيجابية في تغير ملامح خريطته السياسية

 سامي بوادي
٢٢/١٠/٢٠٢٥

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
3 + 10 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.