رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 9 يوليو 2025 11:12 ص توقيت القاهرة

كتبت هناء سعد.نحيب نسائي وراء جدران البيوت الهادئة

هي سيدة لن تكتب رسالتها لي بالرغم من انها تحترف كتابة الرسائل 
لكنني قرأتها في عينيها حاولت استقطابها فأكتشفت انها تكاد تعجز عن الكلام المباشر
بل تهرب بالتقاء أعينها بأعين الناس 
ماذا قالت صاحبة الرسالة وكيف عبرت عن نفسها ؟ 
قالت غابت الدموع لاسبوعين و عادت أمس لاتسألنيي لماذا تغيب دموعي وكيف تعود ؟ 
فأنا نفسي لا اعرف الأسباب لعله القلق والوحشة والحنين والذكري والحسرة 
يعني هو كوكتيل مرهق أتجرعه علي مهل وجبل يجهثم علي صدري 
هل أنا وحيدة في هذة الحالة أم اشترك فيها مع عدد لا حد له 
كل يوم أعد نفسي بأنني حال انتهاء مشاغلي الحالية سأخلو إلي نفسي واتفرغ لها 
أنفض المكتبة ودواليب الثياب وعلب الأحذية حتي ابقي خفيفة في غرفتي 
مع افلامي المفضلة وموسيقاي 
انا ليس لي اصدقاء ولا معارف ولا حتي من الجيران حتي اصبحت اعرف كل شيئ بالنت 
الآخبار .. التهاني .. التعازي .. الزيارات .. والكتابات .. والصداقات 
وحتي الحب .. ما اقصاه الحب الأفتراضي بالنت 
الشاشة متراس درع واق من التورط .... الجلوس علي البر أسلم من بل القدمين بالماء 
وتكمل حوارها تقول أسال نفسي فهل تعاش الحياة من دون ماء وبلل ؟ 
أكاد اختنق من وحشتي أحلم بإنسان يشاركني افراحي القليلة ويحمل عني شيئا من جبل همومي 
هل كثير عليا أن استيقظ علي رائحة رجل يقول لي صباح الخير ؟ 
لا أحد يفكر في وأهلي يئسوا من تزويجي وتركوني وراء الباب المقفل 
ادير القفل في اوقات الطعام فقط علي وجبات بلا طعم أزودها 
بمفردي أمام شاستي شريكة حياتي وصديقتي الاوفي والاقرب 
اشكو لها أحزاني فتسمع بصمت ولا تجيب لا تنقد عزلتي وتتغاضي عن شحوبي 
ولا تحرضني علي الخروج والالتقاء بالبشر 
لماذا التقيهم وقد فقدت الأمل في العثور علي ضالتي بينهم ؟ 
أنا اعيش موتا مؤجلا علي الرغم من انني بكامل صحتي وعنفواني وابدوا اصغر من سني الحقيقي بعشرات السنين وعندي حيوية وطاقة لا يمتلكها كثيرا من النساء 
ولكن الاختلال الوحيد يكمن في عقلي الذي يتعذب من جفاف جلدي 
جلدي الذي يتمني لمسة عذبة ولو من حيوان أليف 
اصدقائي هذة هي رسالتها 
وكنت مخطئة حين تصورت انني قرأت كل ما في نفسها من خلال عينيها
أن الهموم طبقات وهي كشفت لي عن أقصاها ووصلت إلي قاع ذاتها 
فهل تملكون لها شيئا أيها الأصدقاع من نصح ؟ 
فأنا عن نفسي لا املك لها اكثر من ان احاول انتشالها من البئر التي تقبع فيها ؟ 
بعد حوارها لي اشعر بانني أسوق سيارة اسعاف لكي اسرع بها الي مستشفي الطوارئ 
ان مثيلاتها ينتحرن ببطء في البيوت التي تحيط بنا نمر بها ولا نسمع النحيب المكتوم 
وراء جدران غرف الاناث

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
11 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.