رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 16 أغسطس 2025 10:54 م توقيت القاهرة

منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي حث عباده على الإعتصام بالكتاب والسنّة، أحمده سبحانه وأشكره ذو الفضل والمنّة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعاذ عباده من شر الناس والجنّة، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله قائد المؤمنين ودليل الملة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه في السراء والملمّة أما بعد فيا عباد الله اتقوا الله تعالى حق التقوى، وإجعلوا بينكم وبين عذاب الله تعالي وقاية، وراقبوا أنفسكم وحاسبوا، وأحدثوا لكل زلة إستغفارا، ولكل ذنب توبة، وأكثروا من الحسنات، فيقول تعالي " إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكري للذاكرين " واعلموا أن خير الكلام هو كلام الله، وخير الهدي هو هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين. 

فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النارعياذا بالله من ذلك، فيا أيها المؤمنون بوعد الله ووعيده، ويا أيها المسلمون تذكروا يوما تلقون فيه ربكم، فتكشف فيه الصحائف والسجلات، ويدني الله عبدا من عباده، ثم يسدل عليه ستره، ويسأل الرب عبده والله جل وعلا أعلم بما فعل العبد ليسائله الحساب عبدي أتذكر ذنب كذا وكذا؟ فإننا مسئولون عن كل أعمالنا صغيرها وكبيرها، ولقد خلقنا الله سبحانه وتعالي تعالى لعبادته، ومن أراد النعيم الدائم فليغتنم هذه الحياةَ الدنيا بالعمل الصالح، وليغتنم الشباب والصحة والغنى والفراغ بصالح الأعمال، فالواجب أن نعمل في هذه الحياة الدنيا القصيرة، لنسعد في الحياة الآخرة الأبدية، حيث يقول الله تعالي " فما متاع الحياة الدنيا في الىخرة إلا قليل " وإن الجنة هي الجزاء العظيم والثواب الجزيل والدار الأبدية التي أعدها الله تعالي لأوليائه وأهل طاعته. 

وهي نعيم كامل لا يشوبه نقص ولا يعكر صفوه كدر، وإن من الآيات والأحاديث عن الجنة الكثير وما فيها من نعيم، فإذا عرفناها كان ذلك دافعا ليزداد شوقنا إلى الجنة، فيكون ذلك حافزا لنا بإذن الله للعمل بجد بالأعمال التي تقرب منها، والإبتعاد عن الأعمال التي تبعد عنها، فالأمر جد فالآخرة إما جنة وإما نار، فيقول الله تعالى في الحديث القدسي " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" رواه البخاري، فالجنة عالية ودرجاتها عالية، وفي الحديث عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه " الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين منهما كما بين السماء والأرض، الفردوس أعلاها درجة، منها تفجر أنهار الجنة الأربعة، ومن فوقها يكون العرش، وإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس" وأعلى هذه الدرجات الوسيلة التي نرجو ونسأل الله بعد كل أذان. 

أن تكون لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأعلى أهل الجنة منزلة هم الذين غرس الله تعالي كرامتهم بيده وختم عليها فلم تري مثلها عين ولم تسمع مثلها أذن ولم يخطر على قلب بشر، وأما أدناهم منزلة فهم من يعطى مثل ملك مَلك من ملوك الدنيا عشر مرات كما في حديث المغيرة عند مسلم، ودرجاتها تتفاوت حسب إيمان أهلها وإخلاصهم وكثرة أعمالهم الصالحة، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه قال، قال صلى الله عليه وسلم " إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما ترون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم" قالوا يا رسول الله، منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال " بل والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين "

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
14 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.