رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 14 سبتمبر 2025 12:38 ص توقيت القاهرة

نعم تستدعي العقول للتأمل والإنتباه

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله العلي الأعلى، خلق فسوّى، وقدّر فهدى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى والصفات العُلا، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله نبي الرحمة والهُدى، اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الأئمة الأبرار النجباء، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم البعث والنشور والجزاء أما بعد فاتقوا الله عباد الله، حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ثم أما بعد اعلم أخي الكريم أنه ما دمت تستطيع أن تحلم بالشيء فبإمكانك تحقيقه، وإن الإنسان دائما يتحول إلى ما يحب، وعندما تكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح فلن يستطيع أحد إيقافك، وكن مصرا على النجاح فالأصرار يقضي على المقاومة، واعلم أن أسهل طريقة في إدارة الوقت هو " افعل كل شيء في الحال " وأن الناس يعاملونا وفقا لسلوكنا معهم، وما يعتقده العقل ينجزه الجسم. 

وأن الممارسات تخلف العادات، وأن القرارات تحول حلمك إلى حقيقة فقرر من الآن ماذا تريد؟ واعلم أن العلم طريقك إلى الإحتراف، واعلم إن نعم الله سبحانه وتعالي علينا كثيرة، وآلاؤه غزيرة وأياديه جليلة، تستدعي العقول للتأمل والانتباه، ومن أجلّ نعم الله تعالي على البشر هي نعمة الهواء الذي يحيط بنا، تلك النعمة التي لم يملكها الله تعالى لأحد، ولم يحجزها ويمنعها أحد من الأحياء، بل ساوى بين الجميع في وجوه الإنتفاع بها، فمن الذي يقدر أن يمنع عنك النفس الداخل، أو يقف ويسد عليك طريق النفس الخارج؟ ولقد وفر الخالق سبحانه الهواء بكميات هائلة تكفي حاجة الكائنات، ويسّر مكانه على وجه الأرض دون أن تتعب، أو تتكلف في جمعه أو نقله أو تخزينه، أو تخشى فقده أو ضياعه، وإنه مشهد رائع حقا، عندما تنظر إلى الطير المسخر بين السماء والأرض. 

ما يمسكه إلا الله بقدرته، فجعل الهواء يحمل الطيور، ويسر وحبب إليها الطير، لذلك فلا تقع على الأرض، وبدون الهواء ما كان لطائر أن يطير، فالطيور تدفع كميات الهواء اللازمة لتسبح عليها، ولم يقتصر الهواء على حمل الطيور فقط، بل تراه اليوم يحمل الطائرات بأثقالها كما تحمل البحار السفن، ولولا وجود الهواء لما حلقت الطيور في الفضاء، ولما تمكنت الطائرات من الإقلاع من مدرجات المطارات، والهواء هو الذي يمكننا من سماع بعضنا البعض لأنه الوسيط الذي تنتقل فيه الأصوات، فيا له من نعمة عظيمة، أقل ما يجب علينا أن نحفظه نقيا خاليا من الملوثات، وفي الهواء كل شيء موزون، وبقدر معلوم، والهواء الجوي ليس عنصرا واحدا بل هو خليط من عدة غازات مختلفة، تحافظ هذه الغازات على خصائصها، ولا تتفاعل مع بعضها البعض. 

ولو كانت تتفاعل مع بعضها البعض لتكونت من غازات الهواء مواد أخرى ولحرمنا كل النعم التي خلقها الله لنا في الهواء، وهو كتلة من الغازات تحيط بالكرة الأرضية، ويزن هذا المحيط من الهواء حوالي خمسة آلاف مليون مليون طن، ويسلط منه على رؤوسنا حوالي حمسة عشر باون "رطل" لكل بوصة مربعة، لكننا لا نشعر بهذا الضغط لأن الخالق الحكيم الرحيم أوجد ضغطا لدماء وسوائل الجسم ما يعادل هذا الضغط الخارجي للهواء، ويتناسب معه، ويحتوي الهواء على نسبة ثابتة من الأكسجين مقدارها واحد وعشرون بالمائة وبالرغم من إستهلاك الأكسجين المتسمر في عمليات التنفس، لكن تبقى هذه النسبة ثابتة لا تزيد ولا تنقص، فقد أوجد الله تعالي النبات الذي يعطي الأكسجين بإستمرار فيفي بحاجات الحياة، ولو نقصت نسبة الأكسجين. 

لقضي على الكائنات الحية، ولما إشتعلت النار، كما أنه لو زادت نسبته لإشتعلت الحرائق في كل مكان، إذ إنه يساعد على الإشتعال، وكثيرا ما نرى الرياح تنتقل بقوة عارمة، وتنقل معها الهواء من مكان إلى مكان، وأحيانا تقلع الأشجار، وتخرب البنيان، وتفعل وتفعل، ثم تغادر الأرض، فلا يبقى لها أثر، فلم لا يغادر الهواء الأرض أيضا؟ والجواب أن الله سبحانه وتعالى قد جعل للأرض جاذبية تمسك بالغلاف الهوائي فلا يغادرها، حتى تستقيم الحياة على الأرض لأنه لولا وجود الهواء لما كانت هناك حياة علي وجه الأرض، وجعل الله تعالى الهواء غازا قابلا للإنتشار، يملأ أي حيز من الفراغ فيسهل تنفس الكائنات، وجعله في طبقات مختلفة ذا تركيب شفاف يسمح بنفاذ الضوء، فيسعى الإنسان في النور، وتتزين السماء باللون الأزرق الجميل. 

وكما يقوم الهواء بتلقيح الأزهار، ولولا ذلك لتعذر الحصول على الطعام والحب والثمار، ولقد إقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن يملأ الهواء الجوي بغاز النيتروجين الذي يساعد النباتات البقولية في صنع غذائها عن طريق الإمتصاص، كما أن عواصف البرق تؤدي إلى إتحاد الأكسجين والنيتروجين لتكوين أكسيد النتروز الذي ينزل مع المطر فيكون سمادا للتربة، كما تقوم طبقة الأوزون بترشيح أشعة الشمس لمنع وصول الأشعة فوق البنفسجية الضارة إلى طبقات الجو السفلى.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
9 + 10 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.