ياسرعامر
حل علينا شهر رمضان المبارك، الضيف الكريم الذي ننتظر زيارته دائما كل عام ونظل 11 شهرا ندعو ان ينولنا الله رمضان، دعائان اساسيان في حياة كل مسلم أن ينال زيارة بيت الله الحرام وصيام رمضان.
منذ الطفولة ورمضان هو الفرحه بالنسبة لنا في مصر مسلمين وأقباط نعم فأقباط مصر يفرحون معنا برمضان ومنهم من تحس انه صائم مثلك تماما ومنهم من يشارك في الزينه الرمضانيه وفانوس رمضان، وكيثر منهم التقي بهم مصادفة وهم يشترون كنافة وقطايف وتمر هندي وبعض المشروبات الرمضانيه الأخري، واحيانا اعتقد أنني ممكن ان التقي ببعض منهم في صلاة التراويح مثلا فعندما اسلم عن يميني يمر بخاطري صور اصدقاء لي اقباط واظنهم للحظات يشاركونا أيضا التراويح ولو بنية استشعار الفرحه ومن باب الوحدة الوطنيه
وبدأت تقريري بسؤال المقربين مني من الأقباط وبسؤال من التقي بهم مصادفة سواء سائق تاكسي او تاجر او موظفين عمومين وممثلين لفئات المجتمع المصري من الأقباط شركاء الوطن وكانت اجاباتهم بلا استثناء انهم يحبون شهر رمضان ويشتركون معنا في بعض مظاهره الجميله ومعظم من عرفتهم من الأقباط على مدار عمري الطويل لما اشاهدهم خلال هذا الشهر يأكلون او يشربون او يدخنون... وانا صغير كنت اعتقد ان رمضان كل مصر تصومه بمسلميها واقباطها.
وعندما كبرت ادركت وعلمت انهم يراعون شعورنا خلال هذا الشهر فلا ياكلون ولا يشربون او يدخنون طبعا امامنا واحتراما لقدسية شهر رمضان فهم يقدرون الشهر مثلنا تماما .
وعندما تسالت هل تحبون شهر رمضان مثلنا ؟ وما سبب ذلك ؟ كانت الاجابات نعم نحب شهر رمضان واسباب ذلك متباينه كالتالي:_
1 – الطاقة الإيجابيه التي يطلقها المسلمون بفرحتهم بالشهر تعطي لنا
شعورا بالإيجابيه والتفاؤل
2 – الأجواء الإحتفاليه واللمة والبهجة نشعر بها سويا
3 – ساعات العمل القليلة مما يجعلهم يقضون الكثير من الوقت في بيوتهم، ويجدون أوقات للخروج وقضاء المصالح الشخصية
4 - يمثل لهم هدوءًا على غير العادة مقارنة بباقي شهور السنة في مصر، التي تشهد شوارعها زحامًا شديدًا، خاصة في وقت الإفطار والنهار، مما يجعلهم لا يستغرقون وقت طويلًا في المشاوير، ويقضون مصالحهم بسرعة ويسر وأيضا النظام في خلال اليوم حيث يتم الإفطار في موعد محدد وبالتالي انسياب المرور في تلك الأوقات
4 – زيادة الأعداد التي تخرج لصلاة الفجر مما يؤدي الي الونس والنشاط
5- زيادة النشاط التجاري في اغلب السلع عادة مما يحقق رواجا خلال هذا الشهر وطبعا المسلمين والأقباط سواء في ذلك لانهم يمارسون التجارة معنا
6- في الصيف يستغلون شهر رمضان للذهاب للمصايف حيث من المعروف في رمضان أن المسلمون لا يقبلون على المصايف والأماكن الأثرية بشكل كبير في الشهر الكريم لأنهم يقضون أوقاتهم في العبادة والطاعة، مما يجعل هذه الأماكن فارغة أو هادئة إلي حد ما، مما يجعل أصحابها يلجأون إلى خفض أسعار التذاكر والإقامة بها، وهذا يكون فرصة عظيمة بالنسبة للأقباط للاستمتاع بالمصايف والأماكن السياحية في جو هادئ بأسعار مخفضة يقل الاقبال
7 - الأكلات الرمضانية من الأشياء التي اجتمع المسلمون والمسحيون على حبها، فنجد الكنافة والشعرية والقطايف وغيرها من الأكلات الشعبية التي يحبها المصريون، وتميز الشهر الكريم، حيث أن هذه المؤكلات وغيرها موحدة عند المصريين جميعًا في رمضان ثم بعد ذلك كعك العيد
8 -التليفزيون شكل تاني بما يقدمه من مسلسلات طوال الليل حيث يحلو السهر وخصوصا في ايام الصيف وبالاخص فوازير رمضان وبرامج المسابقات حيث تدخر القنوات خير ما عندها للعرض في رمضان لضمان اعلي نسب مشاهدة
9 - بالنسبه لهم أيضا شهر بركة وخير، ولمة، شهريجمع الأحباب والأصحاب والأقارب، وتقل فيه المشاحنات، وتكثر فيه البركات، والكرم والخير.
وعندما ذهبت لزيارة صديقي الاستاذ مجدي بطرس بعد انتهائي من صلاة التراويح في احد أيام رمضان وهو يمتلك محلا تجاريا لشحن أجهزة المحمول وبيع مستلزماتها ويقضي به وقته بعد عمله الرسمي بهيئة قناة السويس وكل المتعاملين معه من المسلمين لامانته وروحه الجميله وقد وجدته مشغولا في اعداد شنط رمضان حيث انهمك في عرض محتويات الشنطه لي وسالني عن رايي وعن اقتراحاتي في اضافة سلع غذائيه أخري لتوزيع تلك الشنط على المحتاجيبن في رمضان كعادته كل عام .
كما يشترك ايضا في الكثير من أعمال الخير عن طريق الجمعيات الأهليه وخدمة المجتمع.
وعندما سالته عن عاداته في شهر رمضان اجاب انه اول ايام رمضان طلبت منه زوجته وابنائه شراء الكنافة والقطايف كعادتهم كل عام وانهم يشتركوا جميعا في زينة رمضان وتعليق الفانوس بالعمارة التي يسكن بها، وان وجود محله امام المسجد يجعل اصدقائه ينهون التراويح وياتون للجلوس معه وشرب الشاي الذي يجيده واستمتع انا به عند كل زيارة.
واضاف أن الأصدقاء المسلمين يتشاوروا معه في كل المشكلات الخاصة بالحي او العمارات السكنيه او ارتفاع وغلاء الاسعار وباقي المشكلات الأخري ويتشاركون نفس الاهتمامات والهموم والفرحه وأنه عادة يقوم بدعوة بعضهم على السحور خلال شهر رمضان المبارك.
هكذا نحن بمصر كلنا اقباط اما مسلمين او مسيحين كلنا واحد نسير في طريق واحد تجمعنا عادات واحده وبيننا مصالح مشتركة لا يعيش المسيحيون المصريون في تجمعات منعزلة ولا اماكن محددة ولا احياء بعينها ولا يوجد بمصر حارة للمسيحين مثلا كما كانت توجد حارات لليهود من قبل ولكنا نعيش سويا لا فرق بيننا... الفرق فقط اننا نصلي في المساجد كمسلمين ويصلوا هم في الكنائس كمسيحين.
ومصر الدولة الوحيده التي يوجد بجوار كل كنيسه مسجد وتظهر الصور ابراج الكنائس تعانق مآذن المساجد فلا نفترق الا اوقات الصلاة وحتى في الصلاة فنحن جيران يفصلنا عن بعضنا البعض جدارين احدهما للمسجد واحدهما للكنيسة.
وكل عام ومصر بخير ورمضان كريم
إضافة تعليق جديد