وداعا يوحنا ديمتريوس

كتب ضاحى عمار
تتقدّم أسرة جريدة مصر 24، بكامل هيئتها التحريرية من رؤساء تحرير، وصحفيين، وكتّاب، ومراسلين، بأحر مشاعر الحزن وخالص التعازي إلى عموم أبناء الشعب المصري، وإلى الأخوة الأقباط في ربوع مصر عامة، وفي مركز المراغة بمحافظة سوهاج خاصة، في وفاة الأب القمص يوحنا ديمتريوس، كاهن كنيسة مارجرجس بالمراغة، الذي رحل عن عالمنا بعد حياة حافلة بالعطاء الروحي والوطني والإنساني.
نعزي أنفسنا ونعزي الكنيسة المصرية الأرثوذكسية وأسرة الفقيد الكريم، الذي شكّل نموذجًا للكاهن الصادق، والمواطن الغيور، والرجل الذي نذر حياته للخدمة، فكان قريبًا من الجميع، بابه مفتوح ويده ممدودة وابتسامته عنوانًا للمحبة والتسامح والسلام.
لقد عاش القمص يوحنا ديمتريوس يحمل همّ الناس، يسعى في قضاء حوائجهم، يرعى صغيرهم ويُكرم كبيرهم، ويؤمن بوحدة الصف الوطني في مواجهة كل ما يهدد نسيج المجتمع المصري المتماسك. ولم يكن يومًا إلا رجل سلام ومحبة، يجمع ولا يفرّق، يضم ولا يُقصي، يبني ولا يهدم.
شارك الفقيد في مختلف الفعاليات الوطنية والاجتماعية، وكان دائم الحضور في المناسبات العامة، يؤمن بدور الكنيسة الوطني، وكان يرى في مصر وطنًا مشتركًا لجميع أبنائه، لا فرق فيه بين مسلم ومسيحي، فالكل سواء في محبة الله وخدمة الوطن.
إن رحيل القمص يوحنا ديمتريوس ترك فراغًا كبيرًا في قلوب محبيه من أبناء مركز المراغة وسوهاج بأكملها، بل وفي قلوب كل من عرفه وتعامل معه، مسلمًا كان أو مسيحيًا، فقد كان أبًا حانيًا، وصديقًا مخلصًا، وراعيًا حكيمًا، حفر اسمه في قلوب الناس بسيرته العطرة.
ونؤكد من خلال هذه البرقية أن مشاعر المواساة لا تقتصر على أهل الفقيد أو رعيته، بل تمتد إلى كل بيت مصري يؤمن بالحب والمودة والرحمة، وأن مصر في هذا اليوم تودّع أحد رجالها الأوفياء الذين أخلصوا لها في زمن ندر فيه الإخلاص.
رحم الله الأب القمص يوحنا ديمتريوس، وتغمّده بواسع رحمته، وألهم أسرته وأبناء الكنيسة وأهالي المراغة وكل محبيه جميل الصبر والسلوان، وأبقى لنا سيرته المضيئة نبراسًا ونهجًا لكل من يريد خدمة الله والوطن بصدق ومحبة.
إنا لله وإنا إليه راجعون
الأسرة الصحفية لجريدة مصر 24