بقلم د/سماح عزازي
يا من سكنتَ فؤادي قبلَ أن ألقاكْ
وكَنتَ فَصلَ غرامي قبلَ أن أراكْ
يا مَن زرعتَ بقلبي وردَ مَحبَتِهِ
حتى غدوتُ أرى الدنيا بمرآكْ
أتيتَ مثلَ سحابِ الغيثِ مُبتهِجًا
فأينَعَ الحقلُ في صدري بلقياكْ
وأشرقتْ في سماء العمرِ مُعجزةٌ
هي ابتسامتُك تُحييني وتُحيـاكْ
فصرتَ حلمي، وهل أرجو من الدنيا
إلاك حبًّا وإلا العيشَ مع ذكراكْ
أوصَيْتُكَ الرُّوحَ الَّتي أَهْوَاكَ في دَمَعي
وهي التي نحوَكَ الغاياتِ لم تَدَعِ
تَسري إليكَ إذا نامَتْ على أملٍ
وتستفيقُ على ذِكرى منَ اللمعِ
تمحو المسافاتِ ما بيني وبينَ هوىً
يَشُدُّ قلبي لِوَصلٍ غيرِ مُنقطِعِ
إن غبتَ أظْلَمَ في عيني ضياءُ دُنا
وغابَ عنّي صَباحُ النورِ في طَمَعِ
وإن أتيتَ غَدَا البُستانُ مُزدهِرًا
وفاحَ مسكُ الندى في قَلبِ مُرتَضَعِ
أنتَ الَّذي كلَّما استَوطَنتَ في شُغُفي
صارتْ حياتي رَبيعًا غيرَ مُنصرِعِ
خذني إليكَ فإنَّ الشوقَ أرهقَني
والقلبُ ما عادَ في أوجاعِهِ يَسَعِ
إني خَشيتُ على ذِكرايَ فيكَ غَدًا
أن يُسكتَ البُعدُ صوتَ الحُبِّ في سَمَعِي
وأخشى بأن يَخنقَ الزَّحامُ مُقلَتَيْكَ فلا
ترى الفُؤادَ الذي بالنورِ مُتَّسِعِ
ما كنتُ عابرَ دَربٍ في حَياتِكَ بلْ
كنتُ الذي قد جَرى في نَهرِكَ الدَّفِعِ
فكيفَ تَتركني والصَّيفُ في زَهَرِي؟
والعُمرُ يَركضُ بي نحوَ الذي قُطِعِ؟
هبني الوِصالَ فإني دونَ قُربِكَ ما
أحيا ويَبقى جَفافُ العُمرِ في قَلَعِ
لا تُبعِدِ الشَّمسَ عن عَيْني ولا أَمَلي
فالبُعدُ يَقتلُ روحي قبلَ مُجتَمَعِي
واكتبْ حكاياتِنا في الصَّحوِ مُتَّصِلاً
وامسحْ من الليلِ جرحَ البُعدِ والوجَعِ
إنِّي اخترتكَ روحًا لا يُضاهِيها
حُبٌّ، ولا ضمَّها صدرٌ منَ البَشَعِ
تعالَ نَبنِ معًا دنيا بلا كدَرٍ
تَفيضُ بالودِّ طولَ الدَّهرِ والُمَتَّسَعِ
وعِشْ معي لحظةً تبقى إلى أبدٍ
تُحيي فؤاديَ، لا تَخشى منَ الفَزَعِ
سأبقى أُهدهدُ شوقي في مناجاتِكْ
وأحرسُ الروحَ كي تبقى على ذاتِكْ
وأكتبُ العمرَ أشعارًا بلا وَجَلٍ
ما دامَ قلبي على العهدِ لِمَلقاتِكْ
فإن غبتَ، ظلَّ في عينيك موطِنُهُ
وإن حضرتَ، غدَا الكونُ بسَجياتِكْ
فخذ فؤادي وكنْ للروحِ مَسكنَها
فليس يسكنُ قلبي غيرُ أنفاسِكْ
يا آخرَ الحلمِ، يا أولَّ المحبينَ في
عُمري، حياتي، وماضيَّ وآتيـكْ
إضافة تعليق جديد