رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 16 أغسطس 2025 8:46 ص توقيت القاهرة

وحرم ذلك علي المؤمنين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد أيها المسلمون إنه ينبغي علينا أن نعرف أسباب الزنا والوقاية منه، وكما علينا أن نعرف خطورة الزنا وعقوبته، فهو جريمة عظيمة تعدل القتل في الشناعة وسوء المصير، فالزاني المحصن إذا ثبت زناه استبيح دمه، فكان مثله في الحكم عليه مثل المرتد ومثل قاتل النفس، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث، الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة" 

فيا أيها المسلمون ليس هناك أكبر من هذه الجرائم الثلاث، لذلك كان الفاعل لواحدة منها مستباح الدم، ولخطورة الزنا جاء مقرونا في القرآن الكريم بالشرك والقتل، ووعد الله فاعله بمضاعفة العذاب عليه إلا أن يتوب من جرمه، ولقد إقترن حال الزاني بحال المشرك في كتاب الله، حيث قال الله تعالى في سورة النور " الزاني لا ينكح إلا زانيه أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك علي المؤمنين " وليس هذا عجيبا لأن آثار الزنا وعواقبه وخيمة جدا على الفرد والجماعة، وعلى الزاني والزانية، وعلى زوجها وأهلها وولدها، وما ينتج عن السفاح من حمل، فهو جناية عليه وعلى المجتمع بأسره، فكم دمر الزنا بيوتا وهدم مجتمعات، وكم أذلّ من أناس وكم أدخل على أناس من ليس منهم، وكم أخذ من الميراث من ليس له حق فيه. 

حتى قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى "لا أعلم بعد القتل ذنبا أعظم من الزنا" ومن ثم لا يجتمع الزنا والإيمان، فقد قال النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " متفق عليه فالزاني والزانية قد يذهب إيمانه فلا يعود إليه بعد أن يخرج منه، فكم من زناة وزوان تغير حالهم بعد الزنا من الإيمان إلى الكفر أو إلى النفاق، فلم يفلحوا أبدا، ومن العقوبة أيضا أن يذوق الزاني ذل تلك المعصية في أهله لأنه دين لا بد من أدائه، فقد جاء في الحديث الذي رواه الطبراني عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " برّوا آباءكم تبرّكم أبناؤكم، وعفّوا تعفّ نساؤكم" فيا من يحاول الوقوع في الزنا، أو وقع فيه ولم يتب، كن على يقين وثقة بأن ساعة القصاص قريبة، وأن الديان موجود، فكما تدين تدان. 

وبالكيل الذي تكيل به لغيرك تكتال لنفسك، فالجزاء من جنس العمل ولو بعد حين، وما ظهر الزنا في أسرة إلا تكاثرت عليها الأمراض والموت، والفقر والذلة، والضّعة والهوان، أما ما ينتظر الزناة في الآخرة، فإنه أمر عظيم يناسب هذا الجرم العظيم، كما أن للزناة عذابا خاصا ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤيا رآها، حيث يقول كما عند البخاري من حديث سمرة بن جندب " فانطلقنا فأتينا على مثل التنور، أعلاه ضيق وأسفله واسع، فيه لغط وأصوات، قال فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة، فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك ضوضوا، أي صرخوا فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء الزناة والزواني" كما يبين صلى الله عليه وسلم في حديث آخر عن رؤيا أخرى رآها أن أصحاب هذه المعصية الخبيثة الكريهة.

هم أخبث وأكره الناس رائحة يوم القيامة، فيقول صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي أمامة " ثم انطلقا بي، فإذا بقوم أشد شيء انتفاخا وأنتنه ريحا كأن ريحهم المراحيض، قلت من هؤلاء؟ قال هؤلاء الزانون والزواني" فمن عرف مخاطر الزنا ومصيره السيئ الوخيم في الدنيا والآخرة، فعليه أن يفر بنفسه من مواطن الفحشاء ودواعيها، وينأى بنفسه عن أسبابها مستعينا ومستعيذا بالله، فالمعصوم من عصمه الله، والمعافى من عافاه الله، فنسأل الله العفو والعافية، اللهم جنبنا السوء والفحشاء وسوء الأخلاق، اللهم إهدنا وإهدي بنا، واجعلنا هداة مهتدين بمنّك وكرمك يا رب العالمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
4 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.