رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 8 أكتوبر 2025 2:34 م توقيت القاهرة

إعادة الهيكلة الإقتصادية بعد الحرب

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله بيده مفاتيح الفرج، شرع الشرائع وأحكم الأحكام وما جعل علينا في الدين من حرج، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قامت على وحدانيته البراهين والحجج، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، هو المفدى بالقلوب والمهج، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ساروا على أقوم طريق وأعدل منهج، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد اعلموا يرحمكم الله أن سخونة الأحداث تنضج الوعي، فنحن مطالبون بإستثمار هذه الأحداث في إنضاج وعي الناس وبيان الأهداف الحقيقية لهذه الحرب، بعيدا عن دعاوى الإدارة الأمريكية بنزع أسلحة الدمار الشامل، وأن لها أهدافا أخرى وراء ذلك، فهاجس الأمن الإسرائيلي مسيطر على الإدارة الأمريكية، ولذا فإنها ستقدم على حماية أمن إسرائيل. 

من كل خطر محتمل مهما كان الإحتمال ضئيلا، مما يحقق هيمنة إسرائيلية على المنطقة، وإضافة إلى المطامع الاقتصادية في المنطقة ، والتوجه نحوها إحتواء أكبر لمصالحها، إلا أنه لا يمكن بحال إستبعاد الدافع الديني للإدارة الأمريكية الحالية، ونحن لا نقول ذلك افتراضا، فقد أعلنه الرئيس الأمريكي الذي أعلن عودة الحروب الصليبية، وأعلنه الرئيس السابق الذي عارض هذه الحرب، وبيّن أن الرئيس الأمريكي مدفوع بعقيدة الكنيسة الإنجيلية المعمدانية، ونشرت مجلة نيوزويك تحقيقا مطولا عن الرئيس الأمريكي الذي إنتقل من العربدة إلى الرؤية، تحدثت فيها عن التوجه الديني لدى الرئيس الأمريكي، ونحن نعلم أن الكنيسة الإنجيلية المعمدانية هي التي إندفع قسسها في حملة الإعتداء على مقام النبي صلى الله عليه وسلم وتشويه صورته بمشاركة عملية من الرئيس الأمريكي.
 

ولم يعد حال ما يسمى بالمسيحية والصهيونية وسيطرتها على الإدارة الأمريكية محل خفاء، ونحن إذ نقول ذلك نعلم أن النصارى ليسوا كلهم هذه الطائفة المتعصبة ففيهم من يرفض هذا العدوان في الولايات المتحدة نفسها، وفيهم من ساروا في مظاهرات حاشدة إحتجاجا على هذا العدوان والأعداء أنفسهم يتفاوتون في عداوتهم ومواقفهم، ففيهم الأشد عداوة وفيهم دون ذلك، والوعي لا بد أن يكون بمعرفة حقيقة كل فئة، والإستفادة من التفاوت بين المواقف، وقد فرح المسلمون لإنتصار الروم النصارى على المجوس وكل كانوا كافرين، ولكن لكل حاله وشأنه، وذكرت المصادر الكثير عن الحروب وما تصنعة من دمار وخراب في البلدان، وقد تقرر الحكومة توجيه الأموال لتمويل الجهود الحربية، ما يترك المؤسسات الأخرى بميزانية قليلة أو معدومة، وفي بعض الحالات.

تحفز الحرب إقتصاد الدولة وغالبا ما ينسب الفضل إلى الحرب العالمية الثانية في إخراج أمريكا من الكساد الكبير، وفقا للبنك الدولي، إذا هدأت الصراعات في البلد، وفي حالة حدوث إنتقال إلى الديمقراطية، فإن ما يلي سيؤدي إلى زيادة النمو الإقتصادي من خلال تشجيع الإستثمار في البلد وشعبها والتعليم وإعادة الهيكلة الإقتصادية وتوفير الصالح العام وتقليل الإضطرابات الإجتماعية ونادرا ما يكون للنزاع آثار إيجابية على الإقتصاد، فوفقا للبنك الدولي، تواجه البلدان المتاخمة لمناطق الصراع ضغوطا هائلة في الميزانية، ومن الأمور الأخرى التي تذكر بشكل شائع هي أن الحرب العالمية الثانية أنشأت الظروف المناسبة للنمو المستقبلي وأنهت الكساد الكبير، وفي الحالات السابقة، مثل حروب لويس الرابع عشر والحرب الفرنسية البروسية وهي الحرب الفرنسية الألمانية.

والحرب العالمية الأولى، لا تؤدي الحرب إلا إلى الإضرار بإقتصاد البلدان المتورطة في الحرب، على سبيل المثال، وتسبب تورط روسيا في الحرب العالمية الأولى في إلحاق الضرر بالإقتصاد الروسي لدرجة أنه كاد ينهار وساهم بشكل كبير في إندلاع الثورة الروسية عام ألف وتسعمائة وسبعة عشر، وكانت الحروب والصراعات موضوعين متكررين على مدار التاريخ، فمن حروب الدول والحضارات القديمة، إلى الحرب البيلوبونيسية إلى الحربين العالميتين والصراعات الحديثة، وشهدت البشرية فيها ليس فقط الدمار المادي، ولكن أيضا الصدمات النفسية العميقة التي أثرت على الجيل الذي شهد الحرب والأجيال اللاحقة، فذكريات الحروب لا تمحى في الغالب، وتظل علامة في تاريخ الشعوب يستدعون بها الجانب القومي.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
10 + 9 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.