رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 23 يونيو 2025 3:15 م توقيت القاهرة

إقترب للناس حسابهم وهم في غفلة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن يوم القيامة، ويُسأل العبد يوم القيامة عن النعيم الذي يتمتع به، حيث قال تعالى " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " ومن النعيم شبع البطن والماء البارد والمسكن وإعتدال الخلق ولذة النوم، وقال سعيد بن جبير رضي الله عنه حتى شربة العسل، وقال الإمام مجاهد رحمه الله أي عن كل لذة من لذات الدنيا، وقال الحسن البصري رحمه الله أي من النعيم الغداء والعشاء، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أي النعيم صحة الأبدان والأسماع والأبصار، وهذا كله من باب التنوع في التفسير وإلا فإن أصناف النعيم كثيرة لا تحصى. 

كما قال الله تعالى "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها" وبعض الناس لا يستشعر النعم العظيمة التي وهبه الله إياها، فلا يدرك النعمة التي في شربة الماء ولقمة الطعام وفيما وهبه الله عز وجل، فقد سأل رجل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فقال ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال عبد الله ألك امرأة تأوي إليها ؟ قال نعم قال، ألك مسكن تسكنه ؟ قال نعم، قال فأنت من الأغنياء، قال فإن لي خادما، قال فأنت من الملوك، ومن آثار الإيمان بهذا الحدث الغيبي العظيم هو أن المؤمن إذا علم أنه سيقف بين يدي الله ويحاسب حسابا دقيقا، استعد للقاء الله، وحاسب نفسه في الدنيا قبل الآخرة، وقال تعالى " اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون " وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتهيؤوا للعرض الأكبر على الله" 

وقدرة الله تعالي عظيمة فهو يحاسب الخلائق جميعا، الجن والإنس، كل يحاسبه بنفسه، وهو سبحانه الحكم العدل عدله تام لا يشوبه ظلم، فقال الله تعالى " ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون" وقال تعالى " إن الله لا يظلم مثقال ذرة " وقال الله تعالى " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" ثم يكون الجزاء الحق من الحق تبارك وتعالى "ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا " فيا عباد الله، لقد خلق الله تبارك وتعالى الجن والإنس ليعبدوه ويوحدوه ويطيعوه، ووعد من أطاعه بالجنة فضلا منه، وتوعد من عصاه بالنار عدلا منه، والجنة والنار مخلوقتان لاتفنيان، حيث قال تعالى في الجنة " أعدت للمتقين " وقال في النار " أعدت للكافرين " وروى الإمام مسلم في صحيحه.

من حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم " فالجنة ثواب أولياء الله المطيعين له ولرسله، والنار عقاب أعداء الله العاصين له ولرسله، ولا يظلم ربك أحدا، وفي ذلك اليوم الرهيب، والموقف العصيب، أخبرنا ربنا تبارك وتعالى عن ذلك المجيء الرهيب فقال تعالى " وجيئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأني له الذكري " وجهنم عظيمة مخيفة، حيث روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يؤتي بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها " 

فيؤتى بجهنم من المكان الذي خلقها الله فيه، إلى أرض المحشر، تسحبها الملائكة فيؤتى بها في الموقف ليراها الناس، ترهيبا لهم، فاللهم آمن يوم القيامة فزعنا، ويسر حسابنا وثقل ميزاننا وثبت على الصراط أقدامنا، ونجنا من النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار يا عزيز ياغفار.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
5 + 8 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.