رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 6 مايو 2025 10:50 م توقيت القاهرة

إنا أنزلنا التوراة فيها هدي ونور بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد رب العالمين كرم أرض مصر وجعل أهلها في أمان فقال تعالى " وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين " وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير، سبحانه وتعالي أقسم بأرض سيناء في القرآن الكريم فقال تعالى " والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين " وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالدفاع عن الدين والأرض والعرض، فاللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد إن أرض سيناء المباركة شهدت نزول الألواح على سيدنا موسى عليه السلام، وأقام نبي الله موسى عليه السلام في طور سيناء أربعين يوما صائما، قائما، مناجيا ربه، وبعد تمام الأربعين، أنزل الله عليه الكتاب المقدس التوراة وقد قال سبحانه وتعالي.
" إنا أنزلنا التوراة فيها هدي ونور " وقيل كان هذا الكتاب على ألواح من زبرجد أخضر من ألواح الجنة، وفيها أحكام الله سبحانه، التي تنظم أمور البشر دينهم ودنياهم، وكما شهدت أرض سيناء العهود والمواثيق التي أخذها الله على بني إسرائيل، وشهد جبل الطور إعطاء العهد والميثاق على بني إسرائيل وفيه رفع الله جبل الطور فوق رؤوسهم فسجدوا لله تعالى رعبا وهم ينظرون إلى الجبل المرفوع فوقهم كأنه ظلة وفى ذلك الموقف الرهيب أخذ الله عليهم العهد والميثاق، وكما شهدت أرض سيناء نزول الوصايا العشر على نبي الله موسى عليه السلام، وعلى أرض سيناء تلقى موسى علية السلام الوصايا العشر من ربه سبحانه وتعالى والقاضية بوحدانية الله عز وجل والجامعة لدروس الآداب الدينية، وكانت الوصايا العشر في الآيات الثلاث.
التي قبل هذه الآيات من حجج الله الأدبية على حقية دينه القويم ووجوب إتباع صراطه المستقيم، وقفى بها على ما قبلها من الحجج العقلية على أصول هذا الدين ودحض شبهات المعاندين والممترين، ولما كملت بذلك حجج السورة وبيناتها حسن أن ينبه هنا على مكانة القرآن في جملة من الهداية ووجوب اتباعه وإعذار المشركين بما يعملون به أنه لن يكون لهم عذر عند الله تعالى على ضلالهم بالجهل وعدم إرسال رسول إذا هم لم يتبعوه، وقد افتتح هذا التنبيه والتذكير والإعذار بذكر ما يشبه القرآن في شرعه ومنهاجه مما إشتهر عند مشركي العرب، وهو كتاب موسى عليه السلام فقال عز وجل " ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون " وقد سبق في هذه السورة وغيرها الجمع بين ذكر التوراة والقرآن.
للتذكير بالتشابه بينهما لأن العرب كانوا يعلمون أن اليهود المجاورين لهم أهل كتاب اسمه التوراة، ولهم رسول اسمه موسى وأنهم أهل علم وشريعة وكان بعض عقلائهم يتمنى لو يؤتى العرب مثلما أوتي اليهود ويقولون إنه لو جاءهم كتاب مثل كتابهم لكانوا أهدى منهم وأعظم إنتفاعا لما يعتقدون من إمتيازهم عليهم بالذكاء والعقل وعلو الهمة، وكما أن أرض سيناء تفجر فيها عيون الماء ونزول المن والسلوى، ففي أرض سيناء ضرب موسى الأحجار لتنفجر منها ينابيع المياه وهي عيون موسى الاحدى عشر بعدد أسباط بنى إسرائيل حيث عرف كل قوم مشربه والتي هي موجودة حتى الأن تشهد بمعجزة الخالق عز وجل، وعلى أرض سيناء أنزل الله تعالي على نبيه موسى وقومه من بنى إسرائيل المن والسلوى ولكن تجبر بنو إسرائيل وعصوا موسى فغضب الله عليهم.
وكتب عليهم التيه بين الجبال وفى أودية سيناء أربعين عاما جزاء ما اقترفوه كفرا وعصيانا، وكتب الله تعالي عليهم المذلة والمسكنة كما في قوله عز وجل كما جاء في سورة المائدة " قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.