رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 8 أكتوبر 2025 1:25 ص توقيت القاهرة

إياكم وعادات وتقاليد الجاهلية الجهلاء.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين أذن أن ترفع بيوته وأشهد أن لا إله إلا الله القائل "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة" وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله حث على إبعاد بيوت الله عن غير ما بنيت له، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير عن الدنيا وعن التنازع عليها والسعي وراء شهواتها وملذاتها، وكان الواجب على المؤمن تجاه الدنيا ودناءتها ألا ينظر إلى من هو فوقه بل ينظر إلى من هو دونه حتى لا يزدري نعمة الله عليه فيقع في الإثم والمعصية، أما في أمور الدين والآخرة ففي ذلك فليتنافس المتنافسون بلا حقد ولا حسد ولا كراهية ولا تقاطع ولا تدابر، فلو ترك الناس بعضهم بعضا بما أنعم الله على كل منهم لساد الحب والفرح والإخاء.
ولعم الأمن والسلام والرخاء لأن " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " ولكن لما لم يدخل الإيمان قلوب الكثير منهم ما إستساغوا ذلك الفضل من الله على بعضهم البعض، بل تجرعوا الغصص والآهات وطغت عليهم الحضارة المادية الزائفة بكل ما تعنيه الكلمة من معان فأصبح الصراع والقتال من أجل متاع الدنيا الزائل ، فإلى الله المهرب والملتجا وهو حسبنا ونعم الوكيل، فلنتقي الله عباد الله ولنعلم أننا ما خلقنا وما وجدنا على هذه البسيطة إلا لعبادة الواحد الديان الذي له ملك السموات والأرض وبيده خزائن كل شئ، وعلينا أن نتسابق ونسارع إلى جنة الخلد وملك لا يبلى، فهي جنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدها الله للمتقين الذين آمنوا بالله ورسله، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة " رواه الترمذي.
فأين المشمرون ؟ وأين المشترون ؟ وأين المتقون ؟ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة " متفق عليه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " رواه مسلم، ودونك يا من أحببت الدنيا وزينتها وركنت إليها وقاتلت من أجلها، وإهتممت بالمناصب والشياخة، والكراسي والرياسة، والإنتخابات وحب الظهور، أقول لك دونك هذا الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول لا والله يارب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة.
فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مربك شدة قط ؟ فيقول لا والله ما مر بي بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط " رواه مسلم، وإنه عندما جاء الإسلام أسس أسسا وأقام دعائم قوية ومتينة يعتمد عليها المسلم بعد الله تعالى في دنياه وأخراه حتى تستقيم حياته على وفق ماجاءت به الشريعة الإسلامية الغراء، وبذلك تم هدم كل عادات وتقاليد الجاهلية الجهلاء والظلمة الدهماء، فحرم الإسلام التفاخر بالأنساب والأحساب ومنع التمييز العنصري وهدم العصبية القبلية ونهى عن التحزب والعصبيات، وبين الدين الحنيف أن ذلك من نتن الحياة الدنيا وعفانتها، وعندما تحدث الصحابة رضوان الله عليهم في ذلك نهاهم النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم عن الحزبيات والعنصريات وقال " دعوها فإنها منتنه " وصدق عليه الصلاة والسلام فما تلك الأمور إلا دليل لا شك فيه.
على سفاهة من يتفاخر بها أو يعتمد عليها ويعمل من أجلها، والمصيبة العظمى والطامة الكبرى عندما تجد بعض من يدعون الصلاح والإستقامة وأنهم من أهل الخير والدين والقوامة، وتراهم يسارعون إلى نتن الدنيا وجيفتها من أجل العصبيات والقبليات، فيقدمون هذا ويؤخرون ذاك من أجل عرض من أعراضها، ويحقدون على من يتولى مكانة أو يمكن الله له في الأرض ضاربين بالدين وأوامره ونواهيه عرض الحائط، لا يأخذون من الدين إلا ما ينفعهم ويحقق مطالبهم، فهم باعوا دينهم بعرض من الدنيا، فأقول لتلك الفئة من الناس " توبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " واقنعوا بما آتاكم الله وارضوا به، وافرحوا وإغتبطوا بما تفضّل الله به على بعض عباده، واعلموا أن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده بعلمه وحكمته وطهروا قلوبكم وألسنتكم من أقذار الدنيا وأوساخها فإنها منتنة، فيا بشرى من اشترى الآخرة بالدنيا، ويا حسرة من اشترى الدنيا بالآخرة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 13 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.