الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم والقلب الرحيم ورحمة الله للخلق أجمعين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد إن من خصائص الإبداع هو الأصالة وتعني القدرة على إنتاج الأفكار الجديدة على منتجها، بشرط كونها مفيدة وعملية، وهذه الخصائص الأربع حددها جلفورد، وتشكل هذه الخصائص بمجموعها ما يسمى بالتفكير المنطلق المتشعب، وهو إستنتاج حلول متعددة قد تكون صحيحة من معلومات معينة وهذا اللون من التفكير يستخدمه المبدع أكثر من التفكير المحدد التقاربي وهو إستنتاج حل واحد صحيح من معلومات معينة.
وكما أن من خصائص الإبداع هو الذكاء حيث أثبت العديد من الدراسات أن الذكاء المرتفع ليس شرطا للإبداع، وإنما يكفي الذكاء العادي لإنتاج الإبداع، وكما أن للإبداع الخصائص النفسية حيث يمتاز المبدع نفسيا بالثقة بالنفس والإعتداد بقدراتها، بقوة العزيمة ومضاء الإرادة وحب المغامرة، والقدرة العالية على تحمل المسؤوليات، وتعدد الميول والاهتمامات، وعدم التعصب، والميل إلى الإنفراد في أداء بعض أعماله، مع خصائص إجتماعية وقدرة عالية على إكتساب الأصدقاء، والإتصاف بالمرح والأريحية، والقدرة على نقد الذات والتعرف على عيوبها، وكما أن هناك خصائص متفرقة للإبداع ومنها حب الإستكشاف والإستطلاع بالقراءة والملاحظة والتأمل، والميل إلى النقاش الهادئ، والإيمان غالبا بأنه في الإمكان أبدع مما كان، ودائم التغلب على العائق الوحيد.
وهو العائق الذي يتجدد ويتلون لصرفك عن الإنتاج والعطاء، وأيضا البذل بإخلاص وتفان، وعدم التطلع إلى الوجاهة والنفوذ، بمعنى أن تأثره بالدافع الداخلي كالرغبة في الإسهام والعطاء، وتحقق الذات، ولذة الإكتشاف، والإنجذاب المعرفي ونحوها، وأكثر من الدافع الخارجي مثل المال والشهرة والمنصب ونحوها، ولكن هل يلزم توافر هذه السمات جميعها في الإنسان حتى يكون مبدعا؟ فيقول الخبراء بالنسبة للخصائص العقلية يلزم توافرها كلها بدرجة معقولة، أما الخصائص الأخرى فيكفي أغلبها، ولقد ذكرت المصادر بأن هناك أقفال للإبداع حيث أنه تأبى بعض الأقفال الذهنية إلا أن تصد قطاعا عريضا من الناس عن ولوج باب الإبداع، ويرجع بعضها إلى البيئة الثقافية بمفهومها العام التي تنتظم العقائد والأخلاق، وتصوغ الأهداف والغايات، وتشكل طرائق التفكير وقيم الأداء.
بينما يرجع بعضها الآخر إلى تراكمات نفسية خلفها سوء التربية الذاتية والإنهزام في معركة بناء الذات والإنطوائية، وهذه الأقفال في غاية المكر وقمة التلبيس في تعاملها معنا، فهي تعرف كيف تتلون بلون جذاب أخاذ، وتتدثر بثوب المخلص المشفق وفوق هذا وذاك تخدرنا بأسلوب بليغ، فهي قد تقول لي أو لك الإجابة الصحيحة أو لست مبدعا او لا أقحم نفسي في غير تخصصي أو ألتزم القواعد، أو ليس من المنطق في شيء أو كن عمليا أو إياك والغموض أو من الخطأ أن تخطئ، وعقب هذا الإيحاء، تتشـرب عقول بعضنا تلك الأقفال وتعض عليها بأضراس العقل، ونواجذ الفكر، ولعل إستعراض تلك الأقفال تعين على التخلص من شرورها فتقول الخبراء بأن الإجابة الصحيحة هي أنه من الأخطاء التعليمية هو التركيز على قضية الحفظ مع إغفال الفهم، فتنشأ مع الطفل عقدة الحل الوحيد.
أو الإجابة الصحيحة، ويعتقد أنه ليس هناك حل أو إجابة أخرى، حتى لو كانت المسألة تحتمل مائة حل أو إجابة، ومن مظاهر ذلك في مؤسستنا التعليمية والتربوية شيوع الأسئلة التالية وهي اذكر؟ أو عدّد؟ أو عرّف؟ أو اسرد؟ وهكذا، وندرة أو غياب بعض الأسئلة التالية مثا اشرح؟ أو ما أوجه الإختلاف أو التشابه بين؟ أو علّق على العبارة التالية، أو ما وجهة نظرك في؟ إذن من الأقفال الذهنية هو إعتقادك بأنه ليس هناك إلا حل وحيد للمشكلة أو الموضوع محل التفكير التي قد تقبل أكثر من حل، فإذا ما تم التوصل إليه توقفت عن التفكير.
إضافة تعليق جديد