رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 6 مايو 2025 2:14 ص توقيت القاهرة

الإتقان وإحسان العمل لوجه الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإن أصدق الحديث كلام الله عز وجل، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أما بعد إن أمتنا أمة مأزومة فهي تعاني من قلة النابغين المخترعين الناشطين في التخصصات التي تغير الحياة وتفيد الناس وتمكث في الأرض، وأوطاننا تفتقر إلى إقران القول بالعمل الجاد في مجال الإدعاء، أوطاننا تشتاق إلى عرق الشباب بعد طموح ودراسة في مجال الطب والتحاليل والهندسة والإعمار وإستصلاح الصحراء. 

والتصنيع لننتج ما نأكل وما نلبس وما نتزين به، إننا لفي بلاء مستطير إذ نستورد جلّ ما نلبس ونستهلك وكثيرا مما نأكل، وإن لدينا ثروة بشرية يهتز لها السهل والجبال والبحار لو تم التخطيط لها من أهل الذكر في كل فن وعمل وعندها ستشرق الأرض بنور ربها، وهذا يفئ علينا خيرا طائلا وتشغيلا فوريا لهذه الطاقات المبعثرة، وإن الجد في العمل دين وعهدة رحمانية وأمانة محمدية للمؤمنين من بني آدم أودعها الشرع بمحكماته في قلوب وعقول الأمة أفرادا ومجتمعات، ومهما رفعنا بنيان العمل ولو لأزمان قادمة على غير الدين فإننا لن نفلح ولن نتقدم في دروب العاملين خطوة واحدة كما فشلت الجهود في سابق الأزمان، وذلك لأن الدين يربي الضمير والإتقان وإحسان العمل لوجه الله رب العالمين، ولقد حث الإسلام على الإتقان في جميع العبادات، فعلى سبيل المثال. 

رغّبنا في إتقان الوضوء، حتى في المكاره، كالبرد الذي توجد فيه المشقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وإنتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط " رواه مسلم، وقد حذر النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم من الإخلال ولو بركن واحد من أركان الوضوء، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، حتى إذا كنا بماء بالطريق تعجل قوم عند العصر، فتوضؤوا وهم عجال، فإنتهينا إليهم وأعقابهم تلوح لم يمسها الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ويل للأعقاب من النار أسبغوا الوضوء " رواه البخاري ومسلم، وهذا يلفت عناية المسلم إلى الحرص على الإتقان. 

وأنه في غاية الأهمية، وكذلك الأمر بالنسبة للصلاة، فنجد أنه يأمر ذلك الأعرابي أن يعيد الصلاة ثلاث مرات لأنه لم يتقن أداءها، فكان يقول له " ارجع فصلي، فإنك لم تصلي " رواه البخاري ومسلم، وكذلك قل في فريضة الحج، فلا بد أن يكون خاليا من الرفث والجدال والفسوق ليكون حجّا مبرورا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أتى هذا البيت، فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كما ولدته أمه " رواه مسلم، وفي القرآن مادة التجويد، ويعني إتقان القراءة، وفي هذا العصر أهل الدنيا يقولون الجودة أولا، فالإتقان مطلوب ومرغب فيه في حفظ القرآن وتعلمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران " رواه مسلم، وهكذا في سائر العبادات، الإحسان أمر مرغوب والإتقان جميل ومطلوب.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.