رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 27 أبريل 2024 1:36 م توقيت القاهرة

التلبيس العبرانيى فى اصول المعانى وكلمة "فرعون"

كتب _ اشرف المهندس

قرأ الجهالُ القصة القرآنية بعيون عبرانية (توراتية) فشاع عندهم الوهمُ القائل بأن الفرعون عموماً، هو الحاكم المتجبِّر المتألِّه الزاعم ظُلماً أنه الإله الأعلى .

وهى صورةٌ ظالمة استقرت فى أذهان المعاصرين، مدعومة بتراث شعبى تراكم فى الثقافة العامة ببطءٍ حتى صار راسخاً، مع أنه يجانب الحقيقة.

إذ الأصل فى كلمة «فرعون» بحسب النطق المصرى القديم (بر، عو) التى تعنى حرفياً «البيت الكبير» هو أنه المعادل الموضوعى لمفهوم الملك أو الحاكم، مثلما يُقال لمثيله الفارسى «كسرى» من دون الذم بذلك أو المدح به، إذ لا تعنى الكلمة أكثر من دلالتها على ملك البلاد أو حاكمها الأعلى، بصرف النظر عن كونه شخصاً خسيساً أو مجيداً.

وفى الزمن المصرى القديم، كان يقال للحاكم فرعون (بر، عو) لأنه كان يسكن البيت الكبير، وهو تعبيرٌ مجازىٌّ عن مركز إدارة البلاد التى يطمرها الفيضان شهوراً طويلةً لا بد خلالها من عملٍ تنظيمى دقيق لإعاشة الناس، لا سيما أولئك الذين يعملون فى بناء الأهرامات والمعابد، فيتولى «البيت الكبير» إعاشة ذويهم وتوفير احتياجاتهم الحياتية.

ولم يكن (الفرعون) يتعامل مع شعبه تعاملاً مباشراً، وكان مثلَهم يخضع للآلهة المعبودة فى البلاد، ولذلك نرى على توابيت (نواويس) الفراعنة، صورة الملك منقوشة على غطاء التابوت تحت صورة الإلهة «ماعت» رمز العدالة، وعلى رأس الملك مكتوبٌ: عاش فى ماعت.

ونخرج من ذلك بنتيجة واضحة، هى أن كلمة «بر، عو» التى تحرَّفت فصارت بالعربية فرعون، وبالأعجمية فارو، لا تعنى بالضرورة أىَّ شىء سلبىٍّ.

وبعيداً عن التهويلات التوراتية والتفسيرات القرآنية المغلوطة، فإن الفرعون هو لقب حاكم مصر، بصرف النظر عن شخصه أو أفكاره أو الاسم الخاص الذى يختاره لنفسه، فما هو فى نهاية المطاف إلا: الحاكم، الرئيس، ساكن البيت الكبير.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.