رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 17 مايو 2024 8:38 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن أعظم صور خيانة الأمانات

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 28 ديسمبر
الحمد لله مصرف الأوقات وميسر الأقوات فاطر الأرض والسماوات، أهل الفضل والمكرمات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلقنا لعبادته ويسر لنا سبل الطاعات وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، جاء بالحنيفية السمحة ويسير التشريعات، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد أفضل المخلوقات وأكرم البريات وعلى آله السادات وأصحابه ذوي المقامات والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم العرصات أما بعد إن الحفاظ على المال العام والممتلكات العامة من جملة الأمانات التي أمر الله تعالى بأدائها ومراعاتها، فالأمانة والنزاهة من الأخلاق العظيمة التي تبعث على حفظ حقوق الآخرين، وتؤكد ما بينهم من مودة ومحبة، وتزيل طمع النفوس إلى ما في أيدي الناس دون جهد.
ومن أعظم صور خيانة الأمانة هو الاعتداء على الأموال والممتلكات العامة والخاصة، والاختلاسات وقبول الرشوة، واستغلال المناصب للمصلحة الذاتية، والتستر التجاري، وقد وبخ النبي صلي الله عليه وسلم من يستغل منصبه وعمله في استجلاب منافعه الخاصة، وإن كل ما يهدر المال العام ويضر بالاقتصاد فهو جريمة ومخالفة للشرع والنظام، وخيانة للوطن، فحذاري من خيانة الأمانة، والعبث بالمال العام فقد سماه الله تعالى سحتا وذم اليهود الذين استحلوا المحرمات، والسّحت يشمل كل مال اكتسب بالحرام، ويقول صلي الله عليه وسلم "إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة" رواه البخاري، أي يتصرفون في أموال المسلمين بالباطل، ومثل هذا الوعيد يجعل المرء العاقل يفكر قليلا في ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه.
حتى لا يعود عليهم بالضرر العاجل والآجل، إن الواجب علي الجميع هو التعاون على البر والتقوى، وحفظ مقدرات ومكتسبات الوطن، والأخذ على يد العابثين بالمال العام، ومخالفة النظام، بالإبلاغ عنهم عبر الجهات المعنية، فاتقوا الله وإياكم والخيانة وإضاعة الأمانة، فاتقوا الله عباد الله، وتوكلوا على الله حق توكله ولا تستعجلوا الرزق بطلب الحرام فتقطعوا أواصر الإجابة والصلة بالله، واجتنبوا جمع الأموال من المسالك المعوجة والطرق الملتوية والمخالفة للشريعة الإسلامية، فمن اتقى الله، وقاه الله ورزقه من حيث لا يحتسب، ومن ترك شيئا لله، عوّضه الله خيرا منه، واعلموا يرحمكم الله أنه قد يتزين للناس بأعمال ليست خلقا له في الواقع، ويتزين لهم بأشياء يقول لهم ويخبر عنها إما صراحة وإما بطريق غير مباشر.
وهو يريد أن يترفع عند الناس، وأن يتزين عندهم فلربما يُظهر لهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أنه هو الذي سعى في الأمر الفلاني من أمور الخير، وأنه على يده تحقق المشروع الفلاني، وأنه صاحب فكرة المشروع العظيم الذي انتفع به الناس هنا وهناك، وأنه هو الذي كان السبب في هداية فلان وفلان وفلان من كذا، ويعني ويذكر أشياء كثيرة ليقول للآخرين أنا صاحب فضائل، وصاحب أعمال جليلة، وأنا جرت على يدي كثير من أعمال البر والخير والصدقات، والمسجد الفلاني بني عن طريقي، والمدرسة الفلانية بنيت عن طريقي، وأنا تبرعت بالمشروع الفلاني، وأقمت المؤسسة الفلانية، وبنيت المسجد في الناحية الفلانية كل هذه الأشياء، الله تبارك وتعالى يعلم بهذا كله.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.