رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 3:57 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الجانب الأعظم من إستخدام الإنترنت

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 5 ديسمبر
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد لما كانت الإيجابية بهذا القدر من الأهمية، وفي هذه المنزلة السامية العليّة، شرع الله تعالى من الشرائع ما يجعل الفرد إيجابيا في مواقفه، متفاعلا منتجا في مجتمعه وبين معارفه، فحمله على لزوم الجماعة ومشاركتها في العبادة لما في ذلك من دوافع العمل المحقق للسعادة، ففرض الصلاة خمس مرات في جماعة يلتقي خلالها أهل المحيط المكاني الصغير، ويتلاحم خلالها الغني بالفقير، ثم بعد الجماعة شرع الجمعة ليتسع محيط أفراد اللقاء، وتتخللها خطبة تلهم الجميع مراشد الرقي والنماء، وتكسبهم صفات الصلاح والبناء.
فتشحذ لذلك العزائم والهمم، وترقى بالطموح ليعانق أعالي القمم، ثم الأعياد ويوم الحج الأكبر، حيث يفاخر الله ملائكة السماء بذلك المظهر، واعلموا يرحمكم الله أنه ولا شك أن الإنترنت رغم أنه خطر كبير من الأخطار التي تواجه العبد المسلم إلا أنه فيه خير كثير أيضا، فقد ساعد في نشر الدعوة، وحمل فيه من العلوم ما يعجز المرء أن يقتنيه في منزله، بل سهّل التواصل من خلاله أكثر من غيره وأقل كلفة، ولكن الجانب الأعظم من مستخدميه، لا يستخدمونه في الخير، بل هو مطيتهم إلى كل سوء، خصوصا ما يسمى بالشات، وهو محادثة بين الجنسين، ولو شاءا لأضافا إليه تبادل الصور، بل الصورة على الهواء، فهل يعلم ذلك أولئك المغفلون الذين فتحوا الباب على مصراعيه في بيوتهم؟ فإن الإنترنت أخطر بكثير من بقية الوسائل الإعلامية.
وإن كان الجميع يشترك في زراعة الشر ونشره، فلا تندهش عندما تعلم أن أغلب المواقع الإباحية على الإنترنت يملكها يهود، فهل يليق بمسلم أن يلهث خلف سراب الشهوات عبر تلك الفضائيات؟ وبعد هذا السخف اللا أخلاقي هل يعقل أن مسلما يعطي بنته أو زوجته تليفون فيه كاميرا أو بلوتوث أو يفتح لها الحرية في الدخول للإنترنت، بل حتى ابنه الشاب الذي لا يزال في سن المراهقة، وإن كان الخطر على الجميع، فيجب أن نحارب هذه الأجهزة وأن نحذر منها، فلا يستخدمها إلا العقلاء الذين لا يستخدمونها إلا فيما يعود بالنفع عليهم ومجتمعاتهم، فإن هناك أمور دعت إلى هذا السقوط في الهاوية، وعلاجها عكسها، وهو ضعف الوازع الديني لدى الأبناء وبعض الآباء، ولو خافوا الله لكفوا عن كثير من ذلك.
وأيضا عدم تقدير حجم الضرر الناتج من ذلك، أو الجهل به، وكذلك ضعف الرقيب، فالأب ضعيف الشخصية لا يستطيع منع أبنائه عن هذه الترهات، وسبب ضعفه هو سوء التربية، أو الخطأ فيها، فبعض الآباء يربي ابنه وكأنه يعيش قبل خمسين سنة، ولا يراعي تغير الزمن والحوادث، والبعض الآخر يمنح ابنه الثقة العمياء، والبعض منهم يقول لا أستطيع أن أمنعه من كل رغباته، ويجب أن أكون معه متفاهما، فلا أجبره على شيء لا يرغب فيه، ولا أنهاه عن شيء يرغب فيه حتى يكون هو نفسه يأتمر أو ينتهي، وأقول إن هذا جيد ولكن وسط ضوابط وشروط أهمها، عدم تعميم القاعدة على كل مسألة، بعض المسائل لا تقبل هذا البته، بل يجب الحزم والمنع، أرأيت لو أن ابنك أراد تعاطي السم أكنت تاركه إن لم يقتنع بأضراره، فهذه الوسائل أشد فتكا به لو تعلمون.
وكذلك إهمال الابن في سن الصغر، ثم إذا راهق الابن جاء الأب ليربي، وعندئذ يخسر الأب كثيرا، وكذلك غفلة كثير من المربين من معلمين ومرشدين ومديرين عن توعية أبناء المسلمين في ذلك، فدور المدرسة يجب أن يفعل في ذلك، فالمدرسة في هذه الأيام يجب أن تركز على التربية أكثر من تركيزها على التعليم، وإن من الأسباب هو الجهل المفرط بالواقع الذي نعيشه، والتحديات القائمة على الشعوب المسلمة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.