رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 1:57 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الحب في المجتمع الإسلامي

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 11 ديسمبر 2023

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة في الدارين وبعث فينا رسولا منا، يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة وإن كنا من قبل لفي ضلال مبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تكون لمن اعتصم بها خير عصمة، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، أرسله الله للعالمين رحمة وأنزل عليه الكتاب والحكمة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد إن الكيّس العاقل الفطن، من يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه خالقه العظيم، فيحاول جهد استطاعته أن يستبق الخيرات، ويسارع إلى الطاعات، يكثر من عمل الحسنات، ويعلم علم اليقين أن أنفاسه في الدنيا محدودة، وأن لحظات عمره مقدرة، وأن الموت باب وكل الناس داخله، فيأخذ من دنياه الزاد، ليوم الحساب والمعاد.

يوم يشيب فيه من هوله الولدان، وتتغير الألوان، ويخرس اللسان، وتشهد بما عملت جوارح الإنسان، ويفر فيه الخلائق من إنس وجان، يوم تمور السماء مورا، وتدور كالرحى مضطربة في دورانها، وتسير الجبال سيرا سريعا في الهواء كالسحاب، وتصير هباء منثورا، والهلاك الذي لا يعدله هلاك في هذا اليوم العظيم للمكذِّبين، الذين يخوضون مع الخائضين، ويندفعون في عصيانهم مع العاصين، ولا يعملون بأحكام الدين، فلا تنفعهم يومئذ شفاعة الشافعين، ويدخلون النار مع الداخلين، ويغل خزنتها أيديهم إلى أعناقهم، ويجمعون نواصيهم إلى أقدامهم، ويدفعونهم إلى الجحيم كبا على وجوههم، ودفعا عنيفا في أقفيتهم، ويقال لهم هذه النار التي كنتم بها تكذبون، فتلفح وجوهَهم بلهيبها وهم فيها كالحون وعابسون.

واعلموا يرحمكم الله ان الحب في المجتمع الإسلامي دافعه الإخلاص لله وحده لا شريك له، لا المجاملة الكاذبة والرياء، ولا المصالح الدنيوية، ولكن هل انتهت الصداقة الحقيقية بين الناس وتحوّلت إلى صداقة مصالح؟ وهل مبدأ صداقتي هي مصلحتي هو السواد الأعم في مجتمعنا؟ للأسف وبحزن كبير أقول نعم هذا هو التوجه العام، هناك من يتردد بالاتصال بإنسان يعرفه منذ سنوات لكن تحت ضغط المصلحة الشخصية يقوم بذلك، إنها قمة التفكك الاجتماعي وهيمنة قيم جديدة خارج العرف البشري السوي، وهذا التوجه خلق الازدواجية في التعامل مع الآخرين هذا أرحب به وهذا أطيقه، ولكن ماهو الحب من أجل المصلحه ؟ فهو الحب الخادع الذي يظهر بأنه حب لشخص معين.

وفي حقيقته يريد معرفة شيء معين لايستطيع الوصول له الا عن طريق هذا الشخص، وعندما يصل الى مصلحته وهدفه ينتهي كل هذا الحب، ولكن يجب أن نعلم جيدا أن الحب يجب أن يكون فى الله، ومن أعظم آثار الحب في الله عز وجل أن الله يلحق المحب بمحبوبه في الآخرة ولو لم يوازيه في العمل، وليس الحب كلمة تقال، وإنما هو واقع يعيشه المحب لحبيبه، يورث نصحا وإرشادا، وبذلا وعطاء، وتضحية وإيثارا، وتفقدا ودعاء، إنها معانى عظيمة تظهر بين المتحابين، ولهذا لما كان هذا العمل عظيما كان الجزاء عليه كبيرا من الرحيم الرحمن بأن يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.