رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 17 مايو 2024 5:43 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن السعادة وإتباع مناهج الحياة المختلفة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 27 ديسمبر

الحمد لله، بلطفه تنكشف الشدائد، وبصدق التوكل عليه يندفع كيد كل كائد، ويتقى شر كل حاسد، أحمده سبحانه وأشكره على جميع العوائد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له في كل شيء آية تدل على أنه الأحد الواحد، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، جاء بالحق، وأقام الحجة على كل معاند، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه السادة الأماجد، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إن نفع الناس والسعي في كشف كروبهم من صفات الأنبياء والرسل، فالكريم يوسف عليه السلام مع ما فعله إخوته جهزهم بجهازهم، ولم يبخسهم شيئا منه، ونبي الله موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون، ووجد من دونهم امرأتين مستضعفتين، رفع الحجر عن البئر وسقى لهما حتى رويت أغنامهما.

والسيدة خديجة رضي الله عنها تقول في وصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم "إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" وأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن حاجة لم يردّ السائل عن حاجته، ويقول جابر رضي الله عنه "ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا" والدنيا أقل من أن يُردّ طالبها، وعلى هذا النهج القويم سار الصحابة والصالحون، فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعاهد الأرامل، يسقي لهن الماء ليلا، وكان أبو وائل رحمه الله يطوف على نساء الحي وعجائزنهن كل يوم، فيشتري لهن جوائجهن وما يُصلحهن، وإن خدمة الناس ومسايرة المستضعفين دليل على طيب المنبت، ونقاء الأصل، وصفاء القلب، وحسن السريرة.

والله عز وجل يرحم من عباده الرحماء، ولله أقوام يختصهم بالنعم لمنافع العباد، وجزاء التفريج تفريج كربات وكشف غموم في الآخرة، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" وفي لفظ له "من سرّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه" والساعي لقضاء الحوائج موعود بالإعانة، ومؤيد بالتوفيق، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، وفي خدمة الناس بركة في الوقت والعمل، وتيسير ما تعسّر من الأمور، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم "من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة" وإن نبلاء الإسلام وأعلام الأمة شأنهم قضاء الحوائج، فيقول ابن القيم رحمه الله "كان شيخ الإسلام يسعى سعيا شديدا لقضاء حوائج الناس"

وبهذا جاء الدين علم وعمل، عبادة ومعاملة، وإن الأشخاص الصالحين يكونون أكثر الناس فرح وسعادة، رغم أنهم يواجهون العديد من الصعوبات والمتاعب في الحياة، وإن المعرفة هي أكثر الطرق المتبعة للحصول على السعادة، إذ إن قراءة الكتب تمنح الفرد شعورا بالفرح والابتهاج، والسبب أنه يستطيع التأقلم مع غيره، كما يعدل ويحسن من أفكاره، كما تزيد ثقته بنفسه، بالإضافة إلى قدرته على تحديد مساره في الحياة، وكما يجب عل الإنسان أن يكون منفتحا ومستمعا للأوامر التي تصدرها روحه، والسبب أنها الطريق الوحيد التي تدعم وتقوي قدرته على اتباع مناهج الحياة المختلفة، وبالتالي فإنها تزيد شعوره بالسعادة، اتقوا الله عباد الله حق التقوى، فالتقوى في مخالفة الهوى، والشقاء في مجانبة الهدى.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.