رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 4:02 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن العمل والتحذير من الظلم والإجحاف

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 1 ديسمبر
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن من الآداب الإسلامية للعمل هو دفع الأجر المناسب للعمل أو الأجر المتفق عليه، فقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال، قال الله تعالى "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه خصمته، رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره" وروى ابن ماجه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه"
ومن ذلك أن يوفر للعامل ما يلزمه من الرعاية الصحية وأن لا يمنع العامل من أداء ما افترضه الله عليه من الطاعات، كالصلاة والصيام فالعامل صاحب الدين يؤدى عمله في إخلاص ومراقبة وأداء للأمانة، وصيانة لما عهد إليه به، وليحذر صاحب العمل أن يكون في موقفه هذا ممن يصد عن سبيل الله وإخفاء شعائر الدين، ومن الآداب أيضا هو أن يبقي على من استعمله ولو قل إنتاجه بسبب عجزه أو مرضه وقد تضمن هذا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "أن رجلا أرهق جملا له في العمل فهرم فأراد أن يذبحه ليستريح من عبء مؤونته، فقال له صلى الله عليه وسلم "أكلت شبابه حتى إذا عجز أردت أن تنحره فتركه الرجل" فإذا كان هذا العتاب والتوبيخ على هذا التصرف مع جمل فكيف يكون في حق العامل الآدمي.
أو العامل المسلم الذي هو أكرم على الله من كعبة بيته الحرام، وكذا عدم ظلم صاحب العمل لعامله سواء كان ذلك في انقاص حقوقه أو كان في هدر كرامته فالله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده، وحذرهم منه، كما روى أبو ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال "يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا" رواه مسلم، فهذا هو شأن العمل في الإسلام وتلك هي أحكامه فلنلتزم هذه التوجيهات الربانية والإرشادات النبوية ونحذر الظلم والبغي فإن عواقب ذلك وخيمة ونتائجه أليمة في الدنيا والآخرة، ولنحذر دعوة المظلوم التي ليس بنيها وبين الله حجاب فقد روى الإمام أحمد أن دعوة المظلوم ترفع فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء.
ويقول الله عز وجل لها وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين" فلا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا، فالظلم آخره يفضي إلى الندم تنام عيناك والمظلوم منتبه، يدعو عليك وعين الله لم تنم، ولو تأمل العاقل في برامج اليوم العالمي وأهدافه ورسالته، وما يقدمه للعمال وأرباب الأعمال من دراسات وتوصيات لأدرك أن في ما جاء به الإسلام من أحكام وآداب غنية للعمال وأرباب العمل عما سواه، وذلك لما تضمنته من العدالة والإنصاف، والتحذير من الظلم والإجحاف، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لصالح القول والعمل وأن يكفينا بفضله عما سواه، كما نستعيذ به من العجز والكسل والاتكال.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.