رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 5:25 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الفردوس أعلى دجات الجنة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 6 ديسمبر
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن نبينا ورسولنا محمدا عليه الصلاة وأتم التسليم، أما بعد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "في الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين مائة عام" وفي حديث آخر "ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلى الجنة" وأخرج الإمام الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال " إن في الجنة مائة درجة، لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم" فهذه هي جنان الله، فهل استعمل آدم هذه الجنان كلها؟ فعند الإمام البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم،
كما يتراءون الكوكب الدريّ الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال "بلي، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله، وصدّقوا المرسلين" فهذه جنة آدم، وكل نبي أو صالح ممن يشملهم هذا الحديث له جنته، التي تبدو لأهل الجنة من غير هؤلاء كما يبدو لنا القمر أو الكوكب الدري، وعندئذ نقول إن الله أسكن آدم جنته أي الجنة المخصصة له في الآخرة، وهي الجنة الحقيقية، وليس جنة في الدنيا، أو مكانا آخر، كما يزعم بعضهم، فإذا كانت جنة أبونا آدم عليه السلام هي جنة الخلد، فكيف دخل إليها إبليس اللعين وهي محرمة على الكافرين؟ فالجواب أن إبليس لما طلب من ربه أن ينظره إلى يوم يبعثون وأن يسلطه على بني آدم، استجاب الله تعالى لطلبه.
وبدأ الصراع بين إبليس وآدم، وأصبح آدم عرضة لوسوسة إبليس وإغوائه، وآدم لم يكن محميا من الله إلا بقدر ما يلتزم بتعاليم الله، ولم يكن قد أحاطه بحاجز مادي يمنع إبليس من التأثير فيه، وإلا فكيف يكون الصراع؟ وعندئذ يستحيل على إبليس أن يحقق ما أذن له الله به من الوسوسة والإغواء، فدفاع الإنسان ضد إبليس هو بوسائله الذاتية التي تستمد العون من الله، وعليه فإبليس له القدرة على النفاذ والاختراق بما أعطاه الله من القدرة على ذلك، ولو لم تكن له هذه المقدرة لكان وعيده للإنسان بلا قيمة، فهناك إذن الوعيد النافذ، وهناك من الإنسان الدفاع النافذ المعتمد على اتباع تعاليم الله، فأية ثغرة عند الإنسان لا يقوم بسدها سيستغلها إبليس للنفاذ منها إلى إيذائه والتأثير عليه، فهي حرب شرسة بكل ما للحرب من خطط وخدع.
والإنسان القوي الذي يغلب إبليس ويهزمه هو المعتمد على الله، الحافظ لتعاليمه، فإذا عرفنا هذا فإننا لا نستغرب من إمكانية وصول إبليس إلى آدم عليه السلام في أي مكان كان، فبعد انتهاء الدنيا عندما تقوم الساعة ينتهي معها إبليس وعمله، ويكون قد أُنظر كما وعده الله تعالي، وعمل عمله ببني آدم حتى أرضى غروره، لكنه بعد ذلك يهلك في النار بأشد العذاب، وليس له ولا لغيره أن يحلم بالجنة، أو أن يدلف إلى بابها، ومن الآيات القرآنية يتبين أن إبليس استعمل الوسوسة من آدم للإغواء، كما استعمل الحوار حيث يظن الذين نفوا أن تكون جنة آدم هي الجنة الحقيقية لأن إبليس التقى به في الجنة، وجعل نفسه محبا لآدم ناصحا له، مدللا على صدقه بالأيمان المغلظة، وأنه ناصح له ولزوجه.
وأن المنع والنهي من الله لكما كيلا تكونا ملكين، أو تكونا من الخالدين، وقالوا هذا مستحيل على كافر أن يدخل الجنة، أو أن يجد ريحها لذلك فهي غير جنة الرضوان، وإلا كيف وصل إلى آدم وكيف التقى به وبزوجه؟

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.