رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 3:28 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن ويل للمقصرين

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 4 ديسمبر
الحمد لله رب العالمين الذي جعل هذه الحياة دار تكليف وفناء، والآخرة دار جزاء وبقاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وعد عباده المتقين بالجزاء الأوفى، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله العبد المصطفى، اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أهل البر والتقوى، أما بعد إن الله أكثر من التحذير من فتنة الدنيا لعظم خطرها وشدة تأثيرها وبريق زخرفها وقوة سحرها على النفوس الضعيفة، وإن الكافر أشد إعجابا بزينة الدنيا لأنه ركن إليها واتخذها دارا له أما المؤمن فيأخذ منها حاجته ولا يغتر بها لأنه يوقن أنها دار ممر وليست دار مقر وإذا أعجب بها ذكر الآخرة فهانت على نفسه ولم تفتنه، والله قد خلق زينة الدنيا فتنة واختبارا للناس فمن أخذها بحقها وأنفقها في حقها وقام بدينه نجا في الآخرة.
ومن أخذها من غير حقها وصرفها في غير حقها وترك دينه لأجلها هلك في الآخرة والناس في فتنتها ما بين مقل ومستكثر والموفق من حماه الله من فتنتها وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الله مبتلينا بزينة الدنيا ليختبر إيماننا، والدنيا حقيرة عند الله تعالي وقال سعيد بن المسيب أن الدنيا نذلة وهي إلى كل نذل أميل وأنذل منها من أخذها بغير حقها وطلبها بغير وجهها ووضعها في غير سبيلها وإن المقصود من الآيات والأخبار في ذم الدنيا هو اتقاء فتنتها وعدم الغلو في محبتها والركون إليها وعقد الولاء عليها أما طلب الرزق الحلال وتعاطي أسبابها للقيام بالمصالح الدينية والدنيوية فهذا مأذون فيه شرعا ولا يدخل في الذم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعم المال الصالح للمرء الصالح" رواه أحمد.
وقال سعيد المسيب لا خير فيمن لا يحب هذا المال يصل به رحمه ويؤدي به أمانته ويستغني به عن خلق ربه، وقال ابن تيمية فحرص الرجل على المال والشرف يوجب فساد الدين فأما مجرد الحب الذي في القلب إذا كان الإنسان يفعل ما أمره الله به ويترك ما نهى الله عنه ويخاف مقام ربه وينهى النفس عن الهوى فإن الله لا يعاقبه على مثل هذا إذا لم يكن معه عمل وجمع المال إذا قام بالواجبات فيه ولم يكتسبه من الحرام لا يعاقب عليه لكن إخراج فضول المال والاقتصار على الكفاية أفضل وأسلم وأفرغ للقلب وأجمع للهم وأنفع في الدنيا والآخرة‏، فيا ويل المقصرين إذا حلت سكرات الموت وتحشرجت النفوس في الصدور فيا من شغلتك الذنوب عن تذكر الموت فإن أهل الطاعات في تذكر دائم للموت جعلوه نصب أعينهم.
إذا أصبحوا نظروا إليه فتذكروه، وإذا قعدوا نظروا إليه فتذكروه فيا أيها المذنب أما لك في الجنائز عظة؟ ويا مشغولا بالذنوب وغافلا مع الشهوات أما رأيت موت الخلائق؟ أما وعظتك جنائز الراحلين ؟ فكم في ذلك من عظة لصاحب القلب السليم وكم في ذلك من عبرة لصاحب القلب الحي، فعظ نفسك أيها الغافل برحيل من سبقك وازجرها عن غيرها بعظة الموت فاتق الله أيها الغافل عن الله، وأعد لنفسك أعمالا صالحة تنجو بها يوم القيامة " يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتي الله بفلب سليم" وعليك الاستعداد للقاء الله بالأعمال الصالحة، التي تقربك منه عز وجل، والحذر من الغفلة المهلكة، فإن الغفلة سبب في سوء الخاتمة، فاللهم اجعلنا من عبادك المتقين الخائفين الوجلين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.