كتب عماد اسحاق
قال الباحث الأثري أحمد عامر أن النظام الأساسي للكتابة في مصر القديمة كان بالعلامات الهيروغليفية التي بدأت تأخذ شكلها حوالي عام 3000 ق.م، وكانت الحروف الهيروغليفية تنحت أو ترسم على جدران المعابد والمقابر، وعلى أدوات الدفن، وعلى اللوحات بجميع أنواعها، وعلى قطع الحلي، وعلى الأبواب الوهمية، وتُعنى النصوص الهيروغليفية بكافة الأمور التي يراد لها أن تبقى مكتوبة إلى الأبد، وخاصة النصوص الدينية والتاريخية والسياسية والسيَر، وأصبحت اللغة المصرية القديمة بعد القرن الرابع الميلادي، تكتب بالحروف الإغريقية، بالإضافة إلى ستة أحرف مشتقة من العلامات الديموطيقية؛ للتعويض عن القيم الصوتية التي لا وجود لها في اللغة اليونانية، وكانت الكتابة الهيراطيقية نوعا من أساليب الكتابة الجارية التي تطورت، فيما هو واضح، في نفس الوقت مع الكتابة الهيروغليفية؛ فاستخدم النظامان جنبا إلى جنب، وجاءت التسمية "هيراطيقي" من كلمة يونانية بمعنى كاهن؛ حيث كانت تستخدم فقط في كتابة النصوص الدينية، وقد سادت بعد إنتهاء الدولة الحديثة في عصر الاضمحلال الأخير لسهولتها عن الهيروغليفية و الهيراطيقية، وسميت ايضا بالعامية نظرا لانتشارها بين كافة الشعب و كانت عبارة عن لغتهم الدارجة و لكنها مكتوبة، كانت الديموطيقية أكثر أنواع الكتابة، التي طورها قدماء المصريين، اختصارا واتصالا، وقد أصبحت الديموطيقية كتابة الاستخدام اليومي، بداية من منتصف القرن الثامن قبل الميلاد؛ وحتى القرن الرابع الميلادي، ويأتي مصطلح "ديموطيقي" من الإغريقية بمعنى "ناس أو شعبي". وأشار "عامر" أن الكتابات المصرية القديمة كانت تكتب على اوراق البردى و التي انتشر صيت صناعتها في مصر نظرا لتوفر نبات البردى في مصر، وقد كانت الكتابة تستخدم في جميع شئون الحياة فاستخدمت فى الكتابات الدينية على جدران المعابد و الاهرام، وإستخدمت فى الشئون العامة والأوامر الملكية، وإستخدمت فى التعليم وغيرها من شئون الحياة، وأيضا استخدمت فى الأدب و قد برع به المصريون القدماء و ظهرت براعتهم فيه وهو من اهم استخدامات الكتابة في مصر القديمة، كان الادب عند المصريين من اهم الوان الحياة الفكرية و كان يستخدم به الكتابات المصرية الشهيرة ، و يرجع عهده الى زمن بناة الاهرام و لكن اروع ما بقى منه هو ما كتب فى عهد الدولة الوسطى، وأنواعه كالتالى فنجد الأدب الديني وهو مثل نصوص الاهرام وكتاب الموتى وما نقش على جدران المعابد والمقابر وأيضا الأناشيد والترانيم مثل ما خلفه لنا "اخناتون" فى وصف والخشوع لألهه وقد خلف المصريون من ذلك الادب الكثير، الادب القصصي وكان منه القصص الخيالية أو الحقيقية، الادب التهذيبي عبارة عن تعاليم و وصايا ينصح بها الموعظة الحسنة و قد يقولها فرعون أو المعلمون أو الآباء والأمهات او الحكماء ومن اشهر تلك التعاليم ماتركه "بتاح حتب| فى عهد الدولة القديمة، و "آنى" في عهد الدولة الحديثة، وأدب المديح ومن أشهر من برع فيه "سنوسرت الثالث" وكان يقصد به فى أغلب الأحيان تمجيد فرعون و أعماله و بطولاته. وتابع "عامر" أن المصري القديم استخدم اللون الأسود واللون الأحمر بغرض الكتابة كما استخدم بعضاً من الألوان الأخرى والتي كانت تستخدم في الرسم وليست للكتابة، وأقدم عينات للكتابة هي التي وجدها "بترى" في مقبرة ترجع إلى حوالي 3500 ق.م وبها سلال وأدوات تركها العمال مع بعض بقايا من أوراق البردي الخالي من الكتابة، كما عثر لوكاس على بردية ترجع إلى الأسرة السادسة حوالي 2500 ق م، أما عن أنواع الأحـبار فنجد الأحبار السوداء وكان يفضل الخطاط أو الناسخ غالباً الحبر الأسود في التدوين والكتابة بصفة عامة وخاصة كتابة المصاحف الشريفة ويرجع ذلك لتضاده في اللون مع لون الصحيفة البيضاء وكذلك لتوفر مواد صناعته، وأكثر أنواع الأحبار استخدماً والتي كثيراً ما يصادفها المرمم بالمخطوطات هي الحبر الكربوني وهو أول حبر كتابة في التاريخ استخدمه القدماء في الكتابة على ورق البردي والكارتون والخزف 2500 ق. م وحتى القرن التاسع عشر ولا يزال يستخدم حتى الآن في بعض الأعمال الفنية، والحبر الحديدي وقد عرف هذا النوع من الأحبار في العصور الوسطى خاصة في العصر المسيحي منذ بداية القرن الثاني عشر. حيث كان محدوداً في البداية ثم انتشر لسهولة سريانه من الأقلام إذا ما قورن بالحبر الكربوني الذي يدمى بفعل الرطوبة ويتأثر مباشرة بالماء حيث تعمل كمثبت له على الورق وتحد من سرعة انتشاره، و ومن أهم أنواع الأقلام التي استخدمت قديماً قلم البوص، قلم الخشب، وقلم العظم، وقلم الريش،وكشفت مجلة نيوزويك الأمريكية الشهيرة المهتمة بالحضارة المصرية القديمة، جانبا من عظمة الإنسان المصرى القديم إذ توصلت إلى أن المصريين القدماء أول من استخدموا الحبر السرى على أوراق البردى التى غطوا بها المومياوات قبل نحو 2000 عام
إضافة تعليق جديد