رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 8 مايو 2025 12:33 ص توقيت القاهرة

رحلة الهروب إلى مصر عبر سيناء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وسعت رحمته ذنوب المسرفين وأعجزت نعمه عد العادين، عظم حلمه فستر، وتكرم بالعطاء فأكثر، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، غفر بالتوبة كبير الآثام، ومحا بالندم خطايا الأيام، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله سيد الأنام، صلي الله وسلم وبارك عليه وعلى آله السادة الكرام وأصحابه الأعلام والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقبت الأيام وسلم تسليما كثيرا مزيدا على الدوام ثم أما بعد لقد شرف الله سبحانه وتعالي أرض سيناء فجعلها معبرا للأنبياء إبراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف وموسي وهارون وعيسي وأمه البتول مريم عليهم الصلاة والسلام، فأبو الانبياء إبراهيم الخليل عليه السلام والذى شق طريقه خلالها هو وزوجته السيدة ساره إلى مصر قادما من بلاد الرافدين متجها إلى أرض كنعان بفلسطين. 

حيث إشتد القحط بتلك البلاد وذهب إلى مصر متخذا سيناء طريقا حيث أقام مدة من الزمن في مصر وعاد ثانية إلى فلسطين، عبر سيناء ومعه زوجتيه ساره وهاجر "أم إسماعيل" الأميرة المصرية الأسيرة التي هي من مدينة الفرما من قبيلة أم العرب بشمال سيناء والتي أهداها إليهما فرعون مصر، وهذا هو نبي الله يعقوب وسيدنا يوسف وإخوته عليهم السلام حيث وطأ أرض سيناء المباركة كل من سيدنا يوسف الصديق وأبيه سيدنا يعقوب عليهما السلام واخواته أسباط بنى إسرائيل حيث كان في هذه المنطقة عبورهم وذهابهم ومجيئهم ورواحهم، حيث تم لقاء سيدنا يوسف بأبيه سيدنا يعقوب، فعلى أرضها التأم شملهما والتقيا بعد سنوات من العذاب والغربة والحرمان، وعلى أرض العريش فصلت العير ومن أرضها إنطلقت رائحة قميص يوسف عليه السلام. 

حتي وصل إلى فلسطين ليشمه يعقوب علية السلام ويقول قولته المأثورة إني لأجد رائحة يوسف وهذا ما جاء في تأويل قوله تعالى " ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون " وتفسيرها أنه لما فصلت عير أي عندما وصلت قافلة بني يعقوب الى مدينة العريش قادمة من عند نبي الله يوسف بمصر متوجهه إلي أرض فلسطين عبر سيناء وكان قميص يوسف بحوزتها فراحت روائح الجنة في الدنيا واتصلت بيعقوب، فوجد ريح الجنة فعلم أنه ليس في الدنيا من ريح الجنة إلا ما كان من ذلك القميص، فعند ذلك قال "إني لأجد" أي أشم رائحة يوسف، ولقد إنطلقت هذه المعجزة من أرض العريش إلى أرض فلسطين حيث كان يقيم نبي الله يعقوب، وهذا هو نبي الله موسى الكليم عليه السلام لجأ إلي أرض سيناء، وكان لقاؤه مع ربه عز وجل.

حيث أمره الله عز وجل بتلقي رسالته للإنسانية في تلك الأرض التي باركها الله عز وجل، حيث تجلت القدرة الإلهية، وعندما عاد نبي الله موسى عليه السلام ثانية بقومه من بنى إسرائيل هربا من فرعون، ساروا متجهين إلى سيناء حيث وجدوا البحر الأحمر في مواجهتهم ومن خلفهم لحقهم فرعون وجنوده، فحدث المعجزة على أرضها حينما أمر الله تعالي نبيه موسى عليه السلام أن يضرب البحر بعصاه ليجد الطريق أمامه يابسا ممهدا له ومن معه ثم يعود البحر مرة أخرى إلى حالته الأولى فيغرق فرعون وجنوده وينجو موسى وقومه بإذن الله عز وجل، حيث حدثت المعجزات الإلهية وكما أن من شطآنها إنطلق نبي الله موسى عليه السلام للقاء العبد الصالح سيدنا الخضر عليه السلام، والذى علمة مالم يحط به خبرا.

ولقد جاء السيد المسيح عيسي عليه السلام مولودا بمعجزة ربانية من السيدة مريم العذراء في بيت لحم من أرض فلسطين التي كانت آنذاك تحت حكم الإمبراطورية الرومانية، وقد إضطرت السيدة مريم للهرب بطفلها من بطش الرومان، ووشاية اليهود إلى مصر وكانت رحلة الهروب إلى مصر عبر سيناء.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.