بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله المتمم لمكارم الأخلاق، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، ثم أما بعد إن القول بأن ذكر النبي المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم بالإسم ورد في الكتب السماوية فيشهد له عدة أمور، أولها هو تصريح القرآن الكريم بذلك، وثانيا هو تصريح بعض أهل الكتاب بإسمه فيما كانوا يبشرون به من خروج نبي آخر الزمان، فقد كان بعض العرب قد سمى إبنه محمدا طمعا في أن يكون النبي المنتظر لما سمعوه من التبشير بخروجه، فقد خرج أربعة من بني تميم يريدون الشام وهم عدي بن ربيعة وسفيان بن مجاشع وأسامة بن مالك ويزيد بن ربيعة، فلما وصلوا الشام نزلوا على غدير، فسمع حديثهم ديراني في صومعة له فأشرف عليهم الديراني.
فقال إن هذه لغة ما هي بلغة أهل البلد، فقالوا نعم نحن قوم من مضر، فقال من أي مضر ؟ قالوا من خندف، قال أما إنه سيبعث منكم وشيكا نبي، فسارعوا وخذوا بحظكم منه ترشدوا، فإنه خاتم النبيين، فقالوا ما إسمه ؟ فقال محمد، فلما انصرفوا من عنده ولد لكل واحد منهم غلاما فسماه محمد، وقيل أنه لما سمع أكثم بن صيفي التميمي بخروج النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليه ابنه ليأتيه بخبره، فلما رجع ابنه، قال له أكثم ماذا رأيت ؟ قال رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها، فجمع أكثم قومه ودعاهم إلى اتباعه وقال لهم إن سفيان بن مجاشع سمى ابنه محمدا حبا في هذا الرجل وإن أسقف نجران كان يخبر بأمره وبعثه، فكونوا في أمره أولا ولا تكونوا أخرا، ومن التصريح بإسم النبي المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم في النبوءات والبشارات في الكتب السابقة، هو ما رواه برنابا عن نبي الله عيسى عليه السلام.
من أنه صرح باسم محمد صلى الله عليه وسلم فمن كلامه عليه السلام " أن الله يعاقب على كل خطيئة مهما كانت طفيفة عقابا عظيما، لأن الله يغضب من الخطيئة، فلذلك لما كانت أمي وتلاميذي الأمناء الذين كانوا معي أحبوني قليلا حبا عالميا، أراد الله البر أن يعاقب على هذا الحب بالحزن الحاضر، حتى لا يعاقب عليه بلهب الجحيم، فلما كان الناس قد دعوني الله وابن الله، على أني كنت بريئا في العالم، أراد الله أن يهزأ الناس بي في هذا العالم بموت يهوذا، معتقدين أنني أنا الذي مت على الصليب لكيلا تهزأ الشياطين بي يوم الدينونه، وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله، وجاء في مزامير نبي الله داود عليه السلام قول داود عليه السلام "إن ربنا عظم محمودا" وفي مكان آخر "إلهنا قدوس ومحمد قد عم الأرض كلها فرحا" وهذا تصريح من داود عليه السلام بإسمه.
وجاء في سفر أشعياء، قول أشعياء معلنا باسم محمد صلى الله عليه مسلم "إني جعلت أمرك يا محمد بالحمد يا قدوس الرب، اسمك موجود قبل الشمس" وهذه الشواهد تجعلنا نعطي لمحة مختصرة عن التوراة والإنجيل، حيث يقول اليهود العبرانيون والسامريون والنصارى أيضا إن التوراة عبارة عن خمسة أسفار هي التكوين والخروج واللاويين، أي الأحبار والعدد والتثنية، ويقول العبرانيون والنصارى بكتب تسمى التوراة مجازا لأنبياء أتوا من بعد موسى عليه السلام ويسمونها كتب الأنبياء، وقد ترجمت من العبرانية إلى اللغة اليونانية وقد قام بها اثنين وسبعين عالما من علماء اليهود، ومن الزمان الذي ترجمت فيه التوراة إلى اليونانية، إنتشرت في العالم وظهرت ترجمات أخرى لها، فصعب على اليهود تحريفها وزاد من صعوبة التحريف ظهور النصرانية، وتمسك النصارى بالتوراة، وتفرقهم بها في جميع البلاد.
وذلك لأنهم كانوا يكتبونها ويضعونها مع كتب الأناجيل الأربعة، وهم إنجيل متى وإنجيل يوحنا ولوقا ومرقس في كتاب واحد، ويسمون مجموع كتب التوراة والإنجيل "بيبل" باللغة اليونانية أو الكتاب المقدس، أو كتب العهد القديم وهي التوراة، وكتب العهد الجديد وهي الإنجيل.
إضافة تعليق جديد