رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 22 مايو 2025 9:15 م توقيت القاهرة

على صفيح ساخن بقلم صفاء سليمان

أنا انتمي كجنين برحم أمه، أنا انتمي حتى النخاع، فالانتماء أصله من النمو فهو إما فطرة ربانية، أو هوإحساس ، أوصفات اكتسبتها من تجربتي في كل تحدي أمامى فى حياتى العامة او الخاصة ،فهل لانتمائي ضريبة وفاتورة الزامية يتم دفعها ثمنا لولائي و كيف يزيد انتمائي ، أو يختفي بإختفاء تصحر مجتمعنا من الحد الادنى من الأخلاق وظهور تقلبات الزمان واختلاف العادات والتقاليد و نتائج الامور وتغيرات افكار البشر وانعدام اواصر القيم فهل بقسوه الايام يتراجع فؤادي ،أم انه ترسيخ فى دمى بأن لا اتغير وأتحمل مشقة،وأعباء معتقداتى، وينتابنى حيرة، وانا أم ورسالتى فى الحياة هو تربية أولادى ورعايتهم ورعاية اتجاهاتهم وانتماءاتهم ومراقبه سلوكه ، كيف انجح ان اكون ام لابنى المنتمي مع تحديات عصرنا ،وغزو الغرب بافكاره وثقافاته الزاحفة علينا وتأثيرها بالوصول السريع داخل بيوتنا بالاندرويد والسوشيال والمظاهر السيئة والسلبيه للعولمة، واسرنا المتوسطة الحال التى دائما وابدا على صفيح ساخن مضغوطة ،وبعيدة التأثيرعلى اولادنا ولا تقوم بدورها للحد من المخاطر الخارجيه ولا تهتم بغرس قيم سلوكية واخلاقية تزرعها في نفوس اطفالنا، ويجول بخاطري دائماً مشاكل المجتمع الاسرى حاليا خلافات زوجيه، أمهات غير مؤهلة لتربية اولادنا، ازواج مهاجرة من البيت تنفر من المسؤلية،أنني من هنا أرسل نداء للاباء والأمهات ،أنتم امام جيل اجاد الصمت والتواصل من خلال قنواته التى صنعها هو من خلال الرسائل النصيه عبر الهواتف الذكية فهو جيل اتقن الصمت والكلام، والتواصل عبر الانترنت لا بل بلغة تخلو من النحو ،والصرف ،بل لغة مشفرة لا يفهمها غيرهم مما نتج عن فجوة قوية بين ابناء الجيلين اباء وابناء الألفية ،والصامت الذين يجتمعوا على العشاء بهواتفهم المحمولة وبرسائلهم النصية التى تقتل اوقات يومهم فهم يشعرون بالضياع بدون هواتفهم ،فهو صامت، وفي المقابل ثرثار على شبكات التواصل. وبذلك نرجع لمشكلتنا الحقيقية فاولادنا ينتمون لجيلهم التى طرأت عليه ثورة التكنولوجيا فقد ولدوا فى عصر التكنولوجيا التى غزت بيوتنا جميعا مستغلة ضعف، وهشاشة الأسر ،وسياسة العادات الاستهلاكية، فهذا الجيل لم يعش مرارة انتظار خطاب من الأهل والاحباب من بلد اخرى او محافظة اخرى فهو يسجل أحداثه لحظياً فى وقتها وتصل للآخر قبل زفير انفاسه غير ،تعاملهم مع اباءهم واتهامهم بالبدائية والتخلف ومع كل ذلك ياترى ماذا يمكننا فعله امام ابناءنا ؟وكيف نحول بيئتهم لصالح مجتمعنا وتطويع سلوكيات وعادات الغرب فى اطار عقائدنا وشرائعنا؟ انه امتحان أسري صعب للغاية فلنستعين بالله فى العون على تربية واستقامه اولادنا ولا نتراجع فى غرس قيم الانتماء والعطاء وولاءهم لمؤسساتهم العملية ولاوطانهم مهما كانت تحدياتهم لكي نحول الصمت للابتكار واثباث الذات، ونعلمهم لغة العقول ،وعثورهم على انفسهم ونعالج اعوجاج افكارهم، ليستقيموا وينموا على سلوكاتنا وعاداتنا لينفعوا بذلك انفسهم وغيرهم ونمكنهم من تحديث وتطوير بدائية مؤسساتنا وننهض بهم لرفعه شأننا ، ونشجعهم بنمو افكارهم ونزيد من حبهم للتغير ونستوعب بأن التقدم والرقى بدء بحلم شخص أجاد التعبير ،وتنفيذ حلمه نحن امامنا مجهود كبير ومسؤولية مجتمعية محتومة النتائج غير مخيرين فيها لاتتركوا اولادكم للحياة تصنع شخصياتهم و إلا فأنتم تحصدون نتائج غير محسوبة، مزيد من المجهود لتقليل مخاطر اجيال تتعاقب بها السوى والاعوج، ابذلوا مجهود ،فوضوا سلطات ومسئوليات لاولادكم ،حملوهم المسؤولية ،وراقبوا اتجاهاتهم، وحاربوا من اجل الحفاظ على الإنتماء الأسرى، والعملى، والمجتمعى، فنحن سوف نحاسب على ذلك امام الله ،اللهم اجعل فى ابناءنا واخواتنا وكل من يضعف قلوبنا آيه من عندك، اللهم آمين .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.