على ضفاف الشجن

سرت المساء وسدف ليل حالك
والقلب ينهشه الحنين السالك

ارجو عطفا من مقلتَين تأودت
كالغيم يسكب وده المتمالك

فاذا القلوب دففا تسير كأنها
جيش الهوى ينهال دون تمالك

يا منبع الاشواق مهلا انني
صب يتيه بمهجة متماسك

وراء ظلها الموجوعِ قد وقفا
قلب تنازِعه الأشواق والأسفا

يا من سكبت بعينيك الرؤى زمنا
ما زلت أبحر في وجد به انكتفا

أنسى وأذكر أني كنت أمنح
ظلا إليك ولم يبرح ولم يخفا

يا طيب وجدان من أحببتهُ وله
ما عاد يجدي ولا جدوى لما كنفا

مذ صرت عبيرا في القلبِ سابحة
والموج يشهد ما قد قلت أو وصفا

أمضي إليك على أشلاء لحن أغنية
خطت سطور الأسى من سهد من سلفا

هلا رجعت لروحي مثلما رجعت
ضحكات طفل بنبع الطهر ما عتفا

ما زال عطرك في كفي أُقبله
كأنني أمس والأنسام قد لطفا

فارقتيني وليل الشعر يسألني
هل يستقيم قفا نبك إذا جفا

أنا الذي عانق الحرفَ القديمَ وكم
طاف المدى فيه بين البوح والسدفا

أوقدت في وحشة الذكرى قناديلا
أرنو بها نحو صبح حالم دففا

ما عاد لي وطن إلاكِ أسكنه
إن الحنين إلى لقياك ما انتصفا

على ضفاف الشجن الموجوع يا قمري
ضل الفؤاد بعدك وهل يغني به أسفا

قلم الأديب احمد أمين عثمان