رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 20 أبريل 2024 1:26 م توقيت القاهرة

عيد صالح..الحلقة ...9...قصص ابطال حافظوا على الوطن

اللواء طيار أحمد كمال المنصورى   «الطائر المجنون»   تفاصيل أطول معركة جوية في حرب أكتوبر

لا يمكن حساب معاركه الجوية بمقاييس الخبراء العسكريين، خاصة وأنه نفذ 52 طلعة جوية فى 18 يوما، متجاوزا بذلك الرقم القياسى الأمريكى.. إنه اللواء طيار أحمد كمال المنصورى، الذى وصفه قادة جيش الدفاع الإسرائيلى بـ«الطائر المصرى المجنون» بعدما تمكن فى معركة جوية «مدهشة» من إصابة أحد أهم قادة طيرانهم.

اللواء المنصورى يروى ، قصة أطول معركة جوية، استغرقت 13 دقيقة كاملة، احتفظ بعدها بلقب «صاحب أطول معركة طيران».

وفيما يلى نص الحوار:

• كيف ترى العبور؟

ــ أعتبره يوم رفع الرأس لمصر والعرب جميعا، عندما اسقطنا السماء فوق رأس العدو الصهيونى، بقرار شجاع من بطل الحرب والسلام الرئيس السادات، عندما اختار يوم كيبور (عيد الغفران اليهودي) بذكاء لافت، لندك حصون العدو، الذى أفقدنا ما يزيد على 100 ألف شهيد مصرى منذ حرب 1948 وحتى اكتوبر 1973.

• كيف بدأت الضربة الجوية؟

ــ للأسف هناك من تحدث عن أن الضربة الجوية كانت من 6 إلى 8 طائرات للتقليل من حجمها وأثرها، إلا أننى تشرفت بالمشاركة وأنا أحمل رتبة الملازم أول ضمن الطلعة الجوية التى نفذها 220 طيارا مصريا، عبروا قناة السويس منذ الساعة الثانية ظهر، يوم 6 أكتوبر وحتى الساعة 2:05 فى ضربة جوية أفقدت العدو اتزانه، حتى نرد على النكسة والهزيمة فى يونيو 1967، وتتويجا لصبرنا الطويل على الصهاينة واحتلال أرضنا.

• يسجل تاريخك العسكرى أنك صاحب أطول معركة جوية.. ما هى تفاصيل تلك المعركة؟

ــ أكرمنى الله بهذا اللقب فقد خضت أطول معركة جوية مدتها 13 دقيقة، فى يوم 15 فبراير 1973، على الرغم من أنه كل المعارك السابقة لا تتجاوز 3 دقائق، وكنا نستقل أنا وزميلى طائرتين ميج 21، ونحمل 4 صواريخ و400 طلقة، ضد 6 طائرات فانتوم إسرائيلية تحمل 48 صاروخا و30 ألف طلقة، وكل طائرة تحمل طيارين، الأول مهمته القيادة الجوية والثانى التصويب وإطلاق الصواريخ، وبدأت الاشتباكات، وبتوفيق من الله استطعت فى أول 30 ثانية أن أصيب طائرة قائد سرب العدو الذى كان يقوم بالاستطلاع، ويحاول استفزازنا.

كان حرصى على الموت قدر حرص الآخرين على الحياة، وعلى الرغم من أننى كنت أقول لزملائى أننا لا نريد الموت فى سبيل الوطن بل الحياة منتصرين، لأن الطيار الذى يستشهد يكلف البلد طائرة بـ 50 مليون دولار، إلا أننى كنت أقاتل بشراسة، وانتهت المعركة بنفاد صواريخنا.

• ما هو أكثر مشهد لا تنساه من المعركة؟

ــ بعد انتهاء ذخيرتنا كانت الطائرات الصهيوينة لا تزال تهاجمنا، فسألنى زميلى الشهيد الطيار، حسن لطفى: «اعمل إيه؟» فرددت عليه «اللى يدخل عليك إخبط فيه»، لأن هدفنا كان تكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة، وبالفعل اصطدم زميلى بأحد الطائرات التى هاجمته فاستشهد، ودمر طائرة العدو، وفى ذلك الوقت كان يتبقى لدى 100 لتر وقود تكفينى لمدة 30 ثانية فقط، ودعوت الله حينها أن يتم نعمته وأنقذ طائرتى، وبالفعل نزلت بالطائرة على طريق مدق لا يتجاوز عرضه 8 أمتار، وطوله 150 مترا، على بعد 60 مترا من شاطئ البحر عند فنار الزعفرانة، والطائرة لمست الأرض وسرعتها 400 كيلو متر فى الساعة، ودخلت بالطائرة فى الرمل وأوقفت عجلاتها، ونزلت منها خارا ساجدا، بينما كانت طائرة اسرائيلية تحوم بحثا عن ضحاياهم من المعركة، إلا أننى اختبأت ووصلت فى نفس الوقت كتيبة تابعة للواء مشاة ميكانيكى، اطلقت نيرانها صوب طائرة العدو فابتعدت، فهللت للجنود المصريين، وبمجرد أن شاهدونى اعتقدوا أننى إسرائيلى، فانهالوا على ضربا وكسروا عمودى الفقرى بدبشك بندقية أخ عزيز مصرى، والحمد لله على كل حال.

• كيف دوَّن الإسرائيليون تلك المعركة؟

ــ أنتجوا فيلما ساخرا اسمه (Crazy egyptaion pilot) الطائر المصرى المجنون، وأنا سعيد بخوفهم وتصويرهم لشجاعتى بأنها جنون على العدو الصهيونى الذى كان يحتل أرضى ويهدد عرضى، وكان كل ما أفكر فيه هو ألا يحققوا هدفهم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.