رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 20 أبريل 2024 3:18 م توقيت القاهرة

محمد عبد العظيم يكتب "رسول الله و رحمته بالحيوان"

الحمد لله رب العالمين، لايسأم من كثرة السؤال والطلب، سبحانه إذا سئل أعطى وأجاب، وإذا لم يسأل غضب، يعطى الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب ورغب.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وإليه المنقلب  هو المالك  وهو الملك  يحكم ما يريد فلا تعقيب ولا عجب.
وأشهد أن خاتم المرسلين هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب  نطق بأفصح الكلام  وجاء بأعدل الأحكام وما قرأ ولا كتب.
كانت حياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلها رحمة، شملت الصغير والكبير، والمؤمن والكافر، بل حتى البهائم التي لا تعقل، وهو القائل ـ صلى الله عليه وسلم ـ) :  الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك و تعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء (أبو داود).
و رسول الله صلى الله عليه وسلم تراه يعطى الرحمة بالحيوان توازن يجمع بين منفعة الإنسان، وبين الرحمة بالحيوان  فيأمر برحمة الحيوان وعدم القسوة معه، ولا يتجاهل احتياجات الإنسان الغذائية والمعيشية التي تتطلب الانتفاع به ، ومن ثم فلا يسمح بالعبث بالحيوانات أو إيذائها أو تكليفها ما يشق عليها.
روى أبو داود وأحمد وابن حبان وابن خزيمة عن سهل بن الحنظلية –رضي الله عنه- قال: مر الرسول –صلى الله عليه وسلم- ببعير قد لصق ظهره ببطنه، فقال: ((اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة)) لصق ظهره ببطنه اى نحف من شدة الجوع والجهد.
وقد شدد النبي ـ صلى الله عليه وسلم على من تقسو قلوبهم على الحيوان ويستهينون به، وبين أن الإنسان على عِظم قدره وتكريمه على كثير من الخلق، فإنه يدخل النار في إساءة يرتكبها مع الحيوان. 
وبين صلى الله عليه وسلم ثواب من يرحم الحيوان ويحسن معاملته وترى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  نهى عن اتخاذ شيء فيه الروح غرضا يُتعلم فيه الرمي فعن سعيد بن جبير ـ رضي الله عنه ـ قال : ( مَرَّ عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم ، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر : من فعل هذا؟، لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا( رواه مسلم)  .
وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : أنه دخل على يحيى بن سعيد وغلام من بني يحيى رابط دجاجة يرميها ، فمشى إليها ابن عمر حتى حلها، ثم أقبل بها وبالغلام معه، فقال : ازجروا غلامكم عن أن يصبر هذا الطير للقتل، فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن تصبر بهيمة أو غيرها للقتل رواه البخاري  . والتصبير : أن يحبس ويرمى .
من صور رحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالحيوان نهيه عن المثلة بالحيوان، وهو قطع قطعة من أطرافه وهو حي، ولعَن من فعل ذلك 
فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن من مَثَّل بالحيوان )رواه البخاري .
وعن جابر - رضي الله عنه - : ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر عليه حمار قد وُسِمَ(كوي) في وجهه، فقال : لعن الله الذي وسمه )رواه مسلم  .
 روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: ((بينما رجل يمشى فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من شدة العطش قال: لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، ثم رقي، فسقى الكلب! فشكر الله له، فغفر له)) قالوا يا رسول الله! وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: "في كل كبد رطبة أجر"
و روي أيضاً عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به)). 
ومعنى الركية: البئر. -  و ( الموق ) بضم الميم هو الخف  ومعنى ( نزعت له بموقها ) أي استقت ، يقال : نزعت بالدلو إذا استقيت به من البئر ونحوها ، ونزعت الدلو أيضا . 
و روى البخاري وغيره عن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض)).
روى أحمد وأبو داود عن عبد الله بن جعفر –رضي الله عنهما- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- دخل حائطاً لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل، فلما رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- حن وذرفت عيناه، فأتاه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فمسح ذِفراه فسكت فقال: ((من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟)) فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال: ((أفلا تتقى الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه شكا إلى أنك تجيعه وتدئبه)). ومعنى ذفراه: مؤخرة رأسه، ومعنى تدئبه: تتعبه.
وعن ابى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قال: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ)(بوجهه) فَقَالَ: "بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً (له)(فَأَعْيَا)[أَيْ تَعِبَ] إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا. وفي رواية:(فأراد أن يركبها)(أقبلت عليه) (فكلمته) فَقَالَتْ: إِنِّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا إِنَّمَا خُلِقْنا لِلْحَرْثِ. وفي رواية(لحراثة الأرض). وآخرى(ليحرث علينا). فَقَالَ النَّاسُ (من حوله): سُبْحَانَ اللَّهِ (تَعَجُّبًا وَفَزَعًا) أَبَقَرَةٌ تَكَلَّمُ!! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَإِنِّي أُومِنُ بِهِذا أنا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ (فقال الناس : آمنا بما آمن به رسول الله -صلى الله عليه وسلم( رواه البخارى ومسلم واحمد 
وقد بين النبي –صلى الله عليه وسلم- ضوابط مشددة لقتل الحيوان ففي الحديث الذي رواه أبو داود والنسائي وغيرهما من حديث شداد بن أوس قال: خصلتان سمعتهما من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته ‏وليرح ذبيحته.
وروى أحمد وابن ماجة من حديث ابن عمر، قال: أمر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بحد الشفار وأن وارى البهائم، وقال: إذا ذبح أحدكم فليجهز.
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رجلا أضجع شاة وهو يحد شفرته، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( أتريد أن تميتها موتات، هلا أحددت شفرتك قبل أن تضجعها ) رواه الحاكم 
وروى النسائي والحاكم –و صححه الشيخ أحمد شاكر- عن ابن عمرو –رضي الله عنهما- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ((ما من إنسان يقتل عصفوراً فما فوقها بغير حقها إلا يسأله الله عنها يوم القيامة)). قيل: يا رسول الله وما حقها؟ قال: ((حقها أن تذبحها فتأكلها ولا تقطع رأسها فترمي به))
هذه بعض مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم ورفقه بالحيوان.
أسأل الله تعالى ان يعلمنا ما جهلنا ويجعلنا ممن يدلون عباده عليه وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.