بقلم : د/ أحمد عبد الصبور
أبدعت وتألقت الفنانة المتميزة " ميسرة " في مسرحية " حب رايح جاي " على خشبة المسرح العائم بالمنيل ، حيث أنها قدمت شخصية مختلفة وفريدة عن الشخصيات التي سبق وقد قدمتها من قبل في كل أعمالها الفنية سواء في أعمالها السينمائية أو الدراما التلفزيونية أو غيرها من أعمال فنية مسرحية .
مسرحية " حب رايح جاي" تدور أحداثها حول فكرة الحب وتأثيره في لم الشمل سواء في الأسرة أو في المجتمع بأشكاله ومراحله المختلفة وذلك في قالب كوميدي إستعراضي غنائي .
مسرحية " حب رايح جاى" بطولة : رشوان توفيق ، أحمد صيام ، ميسرة ، ميدو عادل ، دنيا عبد العزيز ، فاطمة عادل ، محمد حسنى ، محمود فتحى ، ومع مجموعة كبيرة من نجوم المستقبل في المسرح الكوميدى .
والمسرحية ديكور : محمد هاشم ، وإضاءة : إبراهيم الفرن ، وملابس : دنيا الهوارى، وإستعراضات : علاء أبو ليلة ، وألحان : وليد الشهاوي ، وكلمات : دعاء عبد الوهاب ، وتأليف : سامح عثمان ، وإخراج : ياسر صادق .
يذكر أن :
الفنانة " ميسرة " ممثلة مصرية من أم لبنانية وأب مصري وتعود أصولها لمحافظة الدقهلية ، وعاشت فترة كبيرة من حياتها في لندن لذلك فهي تحمل الجنسية الإنجليزية ، وهى خريجة كلية الفنون التطبيقية قسم ديكور ، وقد كانت بدايتها في الغناء ، فقد أحضرها إلى مصر الموسيقار الكبير " حلمي بكر " .
ودخلت المجال الفني في عام 2000 من خلال التلفزيون حيث شاركت بثلاث مسلسلات من أبرزها : مسلسل " جسر الخطر " ، قبل أن تشارك في العام التالي بفيلم " حرامية في كي جي تو " ، ثم توالت بعدها أعمالها والتي من أبرزها : فيلم " عمر وسلمى " ، ومسلسل " سيدنا السيد " ، وفيلم " السفارة في العمارة " مع الزعيم " عادل إمام " ...
وبعد إشتراكها المميز مع النجم السوبر ستار " عادل إمام " – وكأن هذا الفيلم هو فتحة الخير عليها – فقد صارت النجمة " ميسرة " صاروخ السينما المصرية " فقد بزغ نجمها من خلال إشتراكها في العديد من الأعمال الفنية ، حيث أستطاعت في فترة قصيرة أن تصنع شخصية متفردة و علامة مميزة لها في جميع أعمالها الفنية بذكاء ملحوظ حتى أستطاعت أن تكسب حب الجماهير لها وتثبت وجودها على الساحة الفنية .
وبالرغم من أنها لمعت في أدوار الأغراء ... وهذا يعود للنصوص المقدمة لها ومحاولة بعض المخرجين لحصارها في أدوار وشخصيات معينة ،،، إلا أنها نجحت في إقناع الجميع من مخرجين ونقاد وبالطبع جمهورها في أن تثبت أنها تستطيع أن تقدم كل الأدوار التي تنسب لها وتحقق نجاح ملفت للأنظار ... وهذا يتضح في دورها في مسرحية " حب رايح جاي " .
كثير من النقاد السينمائين والمؤرخين والإعلاميين يربطون نجاح الفنان أو الفنانة بالوسامة والجمال ، ومنهم من يطلق ألقاب عليهم من تلقاء نفسه خاصة على الفنانات الجميلات وتكون أحياناً ألقاب غير ملائمة بغرض الإثارة والدهشة ولفت الأنظار أو بغرض عمل شهرة على حساب الآخرين ليس لهم حق فيه ...
الأمر ليس حديثاً فهو منذ بداية صناعة السينما والموضوع مطروح ، فلو أخذنا مثلاً على الإعتبار الفنانة " هند رستم " لقبت من قبل النقاد بـ ملكة الإغراء ومرلين مونرو الشرق لشبهها الظاهر بالممثلة " مارلين مونرو " بشعرها الأشقر المعروف ، وكذلك حيث أشتهرت بأدوار الإغراء في السينما المصرية في خمسينيات القرن العشرين ، وكان أول من أطلق عليها لقب ملكة الإغراء هو الإعلامي المعروف " مفيد فوزي " وبالرغم من غضبها بهذا اللقب فهي لم تغضب من الإعلامي المعروف وأعتبرت ذلك بتحذير لها منه بأن تخرج من ذلك الصندوق ، فأستطاعت بذكاء خارق أن تخرج من نطاق الصندوق التي وضعت فيه من قبل المخرجين وتقوم بأدوار تعتبر من أهم الأدوار في تاريخ السينما العربية وهو دورها في فيلم " شفيقة القبطية " وفيلم " الراهبة " وهو بالطبع ليس لهما علاقة بالإغراء لتثبت للجميع قدرتها الفنية على الأداء التمثيلي لمختلف وجميع الأدوار الفنية ، ومن المعروف عن الفنانة " هند رستم " إختيارها للأعمال التي كانت تقوم بها حيث رفضت دورها في فيلم " أبي فوق الشجرة " لعدم إقتناعها بقصة الفيلم وصرحت بأن دورها في الفيلم يعتبر إغراء صريح ليس في سياق قصة الفيلم وهو الدور التي قامت به الفنانة " نادية لطفي " .
كذلك كشفت الفنانة " ناهد شريف "، في حوارها مع مجلة "الكواكب"، عن عدم رضاها بوصف البعض لها بـ" نجمة الجاذبية "، ولقب " ملكة الأنوثة المتفجرة "، الذي منحها إياه الفنان الراحل " فريد شوقي " ، وقالت : أن أكثر ما يسعدها هو أن تقرأ كلمة ثناء من النقاد عن الأدوار التي تمثلها ثم أشترطت في عقودها على المنتجين أن يذكر أسمها بلا ألقاب أو أوصاف حتى لا يرسخ في ذهن الجمهور فكرة معينة عن أدوارها ، وقالت : " أن الإغراء ليس هو الكشف عن مفاتن الجسد بل معرفة نواحي الجمال عند المرأة والقدرة على إبرازها ".
فالجمال وحده لا يصنع الفن ، فما أكثر الجميلات ولكن ليس كل الجميلات قادرات على صناعة الفن ، فالجمال الفني ينتجه الفنان بقصدية جمالية نابعة من داخله ناتج عن قدرات وموهبة وخبرات سابقة مر بها من خلال مسيرته العلمية والفنية في حياته .
أن الفنانة " ميسرة " تمتلك موهبة فنية مميزة متفردة عن غيرها كما أن لها كاريزما أحبها الجمهور ، وما زالت حتى الآن لا نرى لها دور بطولة منفردة لتعرض فيه كل إمكانياتها الحقيقية الفنية .
إضافة تعليق جديد