رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 27 يوليو 2025 7:55 م توقيت القاهرة

فأخذناهم بالبأساء والضراء.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدينـ أما بعد إن المرض يجعلك تتأمل فيمن إبتلاهم الله تعالي بأشد منك فيجعلك هذا تصبر وتحمد الله عز وجل على ما أنت فيه وترضى بما قسمه الله لك، ولقد كان الصالحون يفرحون بالمرض والبلاء ويعدونه نعمة كما يفرح الواحد منا بالرخاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء" ولما كان الأنبياء والصالحون هم أحب الخلق إلى الله تعالى كان بلاؤهم أشد من غيرهم فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال " الأنبياء ثم الأقل فالأقل، فيبتلى الرجل على حسب دينه.
فإن كان في دينه صلابة إشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة إبتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة" رواه الترمذي، وهذا نبيكم سيد الخلق أجمعين كان أشد الناس بلاء حيث يشتد عليه المرض أكثر من غيره حتى قالت السيدة عائشة رضي الله عنها " ما رأيت أحدا أشد عليه الوجع من رسول الله " رواه البخاري ومسلم، وقال أبو سعيد رضي الله عنه دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فوضعت يدي عليه فوجدت حره بين يدي فوق اللحاف فقلت يا رسول الله ما أشدها عليك؟ قال " إنا كذلك يضعف لنا البلاء ويضعف لنا الأجرة، قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال الأنبياء، قلت ثم من؟ قال الصالحون إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة يحويها، أي يجمعها.
وإن أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء" واعلموا يرحمكم الله أن المرض سببا للدعاء واللجوء والإنكسار بين يدي الله، حيث قال تعالى " فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون " فكم من أناس أعرضوا عن اللجوء إلى الله تعالي والدعاء والإنكسار بين يدي الله جل وعلا، فمرضوا فلجأوا الى الله تعالي خاشعين منكسرين، فأهل التوحيد إذا أصيبوا ببلاء أو مرض صبروا ولجأوا إلى الله وحده، وإستعانوا به وحده جل جلاله، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل " إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة" رواه البخاري، وقوله تعالى " ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة " رواه البخاري، ومعنى إحتسبه أي صبر على فقده راجيا الأجر من الله عز وجل.
ومن فوائد المرض أن فيه مساواه تامة، فهي سنة الحياة فلا يفرق المرض بين غني ولا فقير ولا يعرف فقيرا ولا عزيزا، فالناس سواء والمرض لابد للجميع، وكما أن من فوائد المرض أنه يهمس في قلوبنا قائلا " بنيتك يا ابن آدم ليست من الصلب والحديد بل من مواد ضعيفة قابلة للتحلل والتفسخ فدع عنك الغرور وإعرف عجزك وتعرف على أصلك وإفهم وظيفتك في الحياة الدنيا" فأسأل الله العظيم أن يمن علينا وعليك بالعافية، وأن يمنحنا جميعا صحة الأبدان وسلامتها من الأمراض الباطنة والظاهرة، وأن يجعلنا جميعا ممن إذا أنعم عليهم شكروا، وإذا ابتُلوا صبروا، وإذا أذنبوا استغفروا، كما أسأله جل في علاه أن يعافي كل مبتلى، وأن يشفي كل مريض، وأن يرحم كل ميت من أموات المسلمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.